يونس لكحل-من تاونات
الأحد 10 مارس 2024 – 21:00
عوض البحث عن التمويل لمشاريع تنموية حقيقة تكريسا للتنمية المستدامة والنمودج التنموي الجديد وتأكيدا لتصريحات رئيس الحكومة فيما يخص رؤى ومخططات تدعيم ركائز الدولة الاجتماعية وتماشيا مع مطالب ساكنة الإقليم وإحتياجاتها ومطالبها الملحة كحق من حقوقها في التنمية ، من خلال الإنخراط في البحث والتنقيب على التمويل الكافي والضروري للمشاريع التنموية ذات الأولوية بعدد كبير من الجماعات الترابية بدواويرها التي تفتقد لأدنى شروط الحياة البشرية ،نجد بعض السياسيين (الشياشيين عفوا) من يخرج ويَمُنّ على الإقليم بالفُتَات كشكل من أشكال الهروب للأمام للتغطية عن فشله في الترافع وعجزه عن الفعل بالرغم من الإقصاء الذي تعرض له إقليم تاونات بالبرنامج التنموي للجهة 2022-2027 …
والحقيقة المرة في هذا الواقع البئيسة وجود جماعات بدواويرها التي تعاني من غياب شبه تام لكل البنيات التحتية وتأهيل يخرجها مما تعيشه من إهمال وعدم إهتمام ، بل وفي ظل غياب شبه تام لأي رؤية مستقبلية تنموية ولو على المدى المتوسط يعيد الإعتبار لساكنة بإقليم يعد من أكبر الأقاليم بالمملكة ، للأسف وجدت هاته الساكنة المكلومة نفسها خارج التاريخ بالرغم من إنتماءها لإقليم بجهة تمتلك كل المقومات للتطور والتأهيل وتتوفر على كل الإمكانيات للدعم والمساندة وتنزيل مشاريع تنموية حقيقية من خلال عقد الشراكات ، والواقع هو الدليل والبرهان الواضح أمامنا جميعا ولا يمكن تغيير حقائقه ، فإقليم تاونات يعد أفقر إقليم وطنيا في مجال التنمية وتخصيص الميزانيات ، بسبب الإهمال والإستهداف الذي يتلقاه من عدد من الفاشلين سياسيا هؤلاء الذين يكذبون بكل ثقة وببجاحة ( وتخراج العينين ) ، لكن ومع كل ذلك نجد الفاقد للإرادة والقدرة السياسية في الترافع بالجهة المغيب للفعل التشاركي والمستحضر دائما للإقصاء والتهميش ضد جماعات ترابية بالإقليم بمنطق سياسي عفى عنه الزمن وبتصفية للحسابات مقيتة يخرج على ساكنة تاونات ويمن عليها بالفُتَات ، ذاك المتجاوز للقوانين التنظيمية في محطات عديدة ، يخرج علينا بتدوينات وتصريحات يقول فيها بأن إقليم تاونات إستفاد من مشاريع مهمة ، وكأننا نحن نعيش في في إقليم ( المريخ ) وليس بتاونات ، يتحدث بنبرة تظهر بالدليل عجزه التام في فهم وإستيعاب ضرورات التحرك بحس مسؤول ورؤية فاعلة ومخططات تتطلع للعمل على جلب التمويل المهم والواجب لمشاريع من خلال خلق الشراكات وإتفاقيات مع باقي المؤسسات تطبيقا وتنزيلا لدستور المملكة فيما يتعلق بأهمية تعاون المؤسسات العمومية وتكاملها وتآزرها خدمة للصالح العام ،وليس بمنطق (جماعتي بلدتي ومن بعدها الطوفان !!! ) ،بالاضافة إلى وجوب قراءته للقانون التنظيمي 113-14 للجماعات الترابية او القانون التنظيمي للجهة وما تنص عليه فيما يخص فاعلية المؤسسة العمومية في خلق الشراكات والإتفاقيات بمنطق تشاركي لتحقيق التنمية والتطور والرقي بهدف تحقيق العدالة المجالية للإقليم… ، لكن عندما نجد سياسيين منتخبين ياحسرة ينعمون في الإمتيازات ومستمرون في قلب الحقائق بالرغم من أن الواقع ملموس يشاهده السكان بجل الجماعات بالاقليم ، وبالرغم من ذلك يتم قلب الحقائق مما يتسبب في ضياع مصالح وحاجيات ساكنة الاقليم بزوال وذهاب مشاريع كبيرة ووازنة كانت ستدفع هذا الأخير في طريق التنمية الحقيقية عبر خلق شراكات وإتفاقيات مع جهة فاس مكناس بعدما تم الكشف على البرنامج التنموي للجهة في دورتها المنعقدة في عمالة بولمان، ليتأكد بالواضح مدى الفشل السياسي والضعف والعنجهية التي تسيطر على بعض السياسيين …
لكن وفي ظل ما نشاهده من دينامية وفاعلية ومسؤولية لعدد من رؤساء جماعات بإقليم تاونات هؤلاء الذين إنخرطوا بتعاون مع السلطات الإقليمية والمجلس الإقليمي عبر تقديم عدد من الملتمسات والدراسات والمطالب التي تم إرسالها لمكتب الجهة ومصادق عليها من طرف عامل الإقليم بتصورات ومخططات تنموية تستجلب التمويل المهمة وبمبالغ كبيرة لمشاريع وازنة تخرج الفعل التنموي الحقيقي للمنطقة من غرف الإنعاش التي اراد لها بعض ممثلوا الإقليم إستمرار الأمر على ما كان عليه …. , لتبين بالملموس الفاعلية والمسؤولية لهؤلاء الرؤساء بجماعاتهم خدمة للصاح العام بمنطلقات تستحضر خطابات ملك البلاد محمد السادس نصره الله وأيده، والتي تحدث فيها عن المنتخبون والدور المنوط بهم لتحقيق إحتياجات ومطالب المواطنين ليقول بصريح العبارة ” كفى ، واتقوا الله في وطنكم… إما أن تقوموا بمهامكم كاملة ، وإما أن تنسحبوا “. … وأضاف جلالته ” إذا أصبح ملك المغرب، غير مقتنع بالطريقة التي تمارس بها السياسة، ولا يثق في عدد من السياسيين، فماذا بقي للشعب… مضيفا حفظه الله ” إن ممارسات بعض المسؤولين المنتخبين، تدفع عددا من المواطنين ، وخاصة الشباب، للعزوف عن الانخراط في العمل السياسي، وعن المشاركة في الانتخابات. لأنهم بكل بساطة، لا يثقون في الطبقة السياسية، ولأن بعض الفاعلين أفسدوا السياسة ، وانحرفوا بها عن جوهرها النبيل… ” . ، كل ما جاء في خطاب عاهل البلاد ينطبق على بعض ممثلينا بمجلس جهة فاس مكناس ، حتى أصبح الكل في هذا الإقليم يحس بالحسرة في خضم ما يقع من تجاهل لكل ما سبق من طرف مجلس الجهة ، من الواضح إذن و بشكل جلي بأن إقليم تاونات يمر من فترة عصيبة وفارقة تحتم التدخل الضروري من طرف الجهات المختصة تطبيقا للقانون و تماشيا مع خطابات عاهل البلاد والذي كان آخرها خطابه بالمؤسسة التشريعية أمام نواب الأمة وتحدثه عن الصرامة وربط المسؤولية بالمحاسبة فيما يتعلق بتدبير وتسيير الشأن العام …