تاج الدين عبد الصمد-من مكناس
السبت18,ماي2024-14:06
أجمع المشاركون في الدورة العاشرة للأيام الصيدلانية بمكناس، حول ضرورة اشراك هيأة الصيادلة في كل ما يتعلق بأي إصلاح مرتقب للمنظومة الصحية الشمولية ببلادنا عبر تمكين ممثليها بموقع داخل الهيئة العليا للصحة قصد اسماع صوتها و المساهمة في إصلاح هذه المنظومة التي قد تجد مخرجا لمشاكل مهنييها، ودعى المتدخلون في اللقاء نفسه الى الاسراع باتخاذ جملة من الإجراءات والتدابير الاستعجالية عبر رفع منسوب التعبئة لكل الفرقاء ، لإطلاق الإصلاحات الجوهرية لقطاع الصيدلة الذي لا زال يشكو من مجموعة من الأعطاب والنواقص التي تقض مضجع المنتسبين له والذين عبروا عنها على شكل ملفات مطالب عادلة ومشروعة لا زالت تبرح مكتب وزير الصحة والحماية الاجتماعية.
و أضاف المتدخلون في الجلسة الافتتاحية للقاء الهام المنظم من طرف الغرفة النقابية لصيادلة مكناس الكبير والجهة تحت شعار مكانة الصيادلة داخل المنظومة الجديدة للصحة طيلة يومي 10 و11 ماي 2024 ،أن الدور المنوط بالنقابات المهنية والساعي إلى الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للصيادلة ،يفرض عليهم ،المطالبة بأعلى صوت كل الجهات المسؤولة في حدود ما يتيحه القانون واللياقة المهنية والأخلاقية من اجل الترافع على المطالب المشروعة ،أهمها مراجعة القوانين التي تُجسد بشكل ملموس الإصلاح الجذري والعميق للمنظومة الصيدلانية، ، حتى تكون الصيدليات في خدمة المواطنين والمواطنات .
واعتبر الدكتور سعد باحجي رئيس الغرفة النقابية لصيادلة مكناس الكبير أن قطاع الصيدلة هو بمثابة مكون أساسي استراتيجي فاعل ورئيسي في صناعة خارطة طريق لإصلاح عميق لكل مكونات المنظومة الصحية عموما ،وما مهنة الصيدلة على وجه التخصيص يقول باحجي، إلا البوابة الرسمية التي ستمكن المغاربة من الاستفادة من خدمات صحية تستجيب للتطلعات والانتظارات المستقبلية ،مؤكدا في كلمته على ضرورة مراجعة القوانين المنظمة لهيئة الصيادلة، وتحيين الظهير الشريف الدي يعود لسنة 1922 مع العمل على مُراجعة ثمن الدواء و محاربة الدخلاء والمتطفلين على القطاع الصيدلاني وقطع الطريق امام مروجي الادوية المزورة وترويجها خارج اماكنها الطبيعية ومسالكها القانونية ،ومحاربة استعمال بيع الأدوية والمكملات الغذائية عبر مواقع الإنترنيت ،و مراقبة المصحات التي تقوم ببيع الأدوية العادية والبيطرية الخاصة بالصيدليات. و العمل على الرفع من نسب مستوى الولوج إلى الدواء، علما يقول سعد باحاجي ان معدل تداوي المواطن المغربي لا يتعدى (400 درهم ) سنويا، وهو رقم يجب ان يتضاعف 5 مرات ليقترب من المؤشرات المعمول بها في بلدان أخرى على حد تعبير باحاجي . كما أن التفكير في تخصيص منح أو مساعدات مالية للصيادلة وفق احتساب نسب المبيعات السنوية، سيكون كذلك عاملا محفزا لإنقاذ مجموعة من الصيدليات الواقفة على حافة الإفلاس .
.
إلى ذلك ،اعتبر سعد باحجي تنظيم التظاهرة لأول مرة داخل فضاء مقر نادي الصيادلة بمكناس ، فرصة جديدة لإعادة مناقشة مشاكل الصيادلة وأوضاعهم المهنية،مؤكدا في ختام كلمته أن هده المناسبة التي أصبحت تقليدا سنويا منتظما لتبادل وجهات النظر وتعميم المعرفة والوقوف على أخر المستجدات . شاكرا في الوقت ذاته كل المساهمين والمشاركين خصوصا المؤطرين من الاساتدة والخبراء الذين تجشموا عناء السفر، في إنجاح هذ اللقاء المرتبط والساعي أساسا لتخليق الحياة الصيدلانية والرفع من مردودية الممارسين وصيانة الحقوق والمكتسبات والارتقاء بمهنة الصيدلة لتكون في الموعد مع مختلف الإنتظارات .
ومن بين أبرز المواضيع المبرمجة في الأيام العاشرة بمكناس التي نشطها أساتذة ودكاترة وباحثون وقضاة في المجال من مستوى عال وحضرها كل المهنيوين ومسؤولي الهيءات النقابية من مختلف جهات المملكة ، نشير الى بعضها كمحور “الرقمنة والتغيرات للولوج الى المعلومة أي انعكاس على الصيدلية في علاقتها التواصلية مع المرضى ، والعاملين بالقطاع الصحي، أطرها الدكتور حمزة عطوارتي ، كما تمت مناقشة موضوع التغطية الصحية الشاملة بالمغرب الواقع والأفاق من تاطير الدكتور محمد امين موحان، مختص في الصحة العمومية بينما كان للحضور موعد مع ندوة أخرى لا تقل أهمية عن ما سبق القاها الدكتور نبيل نشيط رئيس نقابة صيادلة ورزازات زاكورة وتنغير، وتعلق الامر بموضوع نموج قتصادي ومهام جديدة داخل الصيدلية، وبعد زوال اليوم الثاني اجتمع الحضور حول مائدة مستديرة ادارت اشغالها الدكتورة ط. امينة . ناقشت موضوع المراة الحامل أمام منتوجات الصحة.،دون ان ننسى ورشة العمل التفاعلية التي سلطت حولها الضوء الدكتورة بنعبيديبة بدرة، في بداية اشغال الدورة حول الأدوية المزيلة للسموم والمضادة للأكسدة .
.وبعد تسليط الأضواء على كل هذه العروض المصورة والمفصلة والورشات والموائد المستديرة، خلص المشاركون إلى المناقشات المستفيضة والتي صبت كلها في اتجاه شرح وتفصيل أهم المستجدات الذي يعرفها الميدان الصيدلي عالميا ومدى انعكاسها على الممارسة محليا ،كما ركزوا حول بعض مظاهر الفوضى التي تشوب القطاع وطالبوا بالسراع لتسوية وضعيتهم المهنية وسن قوانين جديدة تساعد على مزاولة مهامهم في اجواء عادلة .
جدير بالذكر أن موازاة مع التظاهرة العلمية الناجحة،عرف البرنامج العام للملتقى عرض شريط مؤسساتي وثق لمجموعة من المحطات والأنشطة التي قام بها مكتب الغرفة النقابية لصيادلة مكناس الكبير والجهة خلال السنة المنقضية ابرزت على الخصوص الحضور والمشاركة الفعالة في الحملة التضامنية مع ضحايا زلزال منطقة الحوز بجنوب البلاد والتعبيئة الكبيرة التي شارك بها أعضاء الغرفة النقابية بمكناس .كما تم تخصيص فقرة تكريم لأسماء من رواد الصيادلة ، كما عرف البرنامج كذلك تنظيم حفلات مسائية بالفضاءات الجميلة لنادي الصيادلة، وتضمنت عروض موسيقية ادتها وفرق فولكلورية امتعت الحضور للحظات وادخلت السرور عليهم وانستهم نسبيا شوكة روتين العمل اليومي، دون إغفال تخصيص بعض الهدايا الرمزية تقديرا واعترافا لبعض الأسماء و الوجوه من مؤطري ندوات الملتقى العلمي الهام وسط أجواء احتفالية عارمة استحسنها الجميع .