تأليف محسن الأكرمين.
الاثنين 16 دجنبر 2024 – 19:46
قد نفر من الماضي جميعا ونحن نحمل معنا الخوف المزدوج من كل تجلياته الوظيفية، لكنه يبقى حاضرا ويفد عندنا بلا تقطع، وكلما هزنا الحنين أعطيناه قبس نور للظهور واستحضاره. من المفارقات غير السوية حين يصير المستقبل يُماثل وَهم السراب. من مُفرملات اقتحام التغيير، حين يبقى الماضي حاضرا ويتحكم في تحويل سكة تحرك المستقبل.
حين يكون عيشنا عيش الخدع بلا نهاية مريحة، تحدث صدمة الواقع التي توقع الصراع بين الحاضر والمستقبل والماضي. فغياب الثقة في أحداث الماضي مهما كان شكلها وبعدها، يفقدنا القدرة السلمية على اقتحام الحاضر والمستقبل ببدائل نظيفة. هي لعبة الحياة التي لا تنتهي قطعا بالفرح، بل ببداية البكاء.
فلسفلة الفرح والحزن التبادلية تبقى عبارات عن مخطوطات كارتونية ترسم مواقع الحرب والكر والفر. فحين يحضر الحزن في الحاضر نتوقع أن علبة الصندوق قد فتحت ليلة قدرها لتعري عن أنياب المخيبات، وتستجدي التغيير والإصلاح.
قد نفقد متعة الحياة في الحاضر والمستقبل، لكنا قد لا نفقد حلاوة الماضي إذا ما طورنا بناء فرص عقباته إلى قناطر طريق سالكة، وبدون مخفضات سرعة نحو حلم امتلاك تمكين المستقبل. حقيقة أن الثقافة لازالت تغترف من الماضي سر الكتابة بقلم الرصاص وممحاة رأس التحكم، وتوليفة بزّازة/ رضاعة “الريع حلال” والإكراميات الممتدة. الآن، وفي ظل التغيرات الاجتماعية المتفاقمة بالسرعة، وفي ظل طفرة رُزْمة التحولات المعلوماتية، بتنا جميعا نعيش ضمن شاشة هاتف ذكي، وبات العالم بين أيدي الجميع بالمكاشفة.
هي أحداث رواية (عندما يعود الرجال)، تبحث عن القيم والأخلاق، وتصنع البدائل العقلية للحد من المنزلقات الاجتماعية. رواية، تتطلع نحو تنقية العادات العرفية من كل الشوائب الدخيلة وغير النظيفة. رواية، لا تبحث في أحداث وعُقد التفاهة، وإنما جل أحداثها تتوزع لبناء فكر يحمل العدل والكرامة وعيش الاطمئنان.
مرحبا بالجميع في حفل التوقيع (المكان والزمن في الدعوة والملصق).