صدى المغرب – الدوحة
الثلاثاء 07 يناير 2025 – 15:21
شارك السيد يونس السحيمي، الكاتب العام للوزارة، نيابة عن السيد محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في مؤتمر الألكسو 14 لوزراء التربية والتعليم العرب، والمقام بالدوحة خلال الفترة الممتدة من 05 إلى 07 يناير 2025، تحت شعار “التعليم الشامل وتمكين المعلمين: رؤية استراتيجية للتربية في الوطن العربي”.
وفي كلمة تلاها، نيابة عن السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أشاد باختيار شعار هذه الدورة الذي يسلط الضوء على ورش بالغ الأهمية في دعم جهود الإصلاح والتطوير للنهوض بالتعليم في الدول العربية، وأكد أن هذا المؤتمر يشكل فرصة متجددة لالتقاء الوزراء المكلفين بالتربية والتعليم بالدول العربية الشقيقة، ومناسبة لتبادل الرؤى وتعميق النظر بشأن القضايا التي تهم الشأن التعليمي والتربوي، وفرصة قيمة لاستعراض الممارسات الفضلى.
وبهذه المناسبة، أكد السيد الكاتب العام للوزارة، من خلال كلمة السيد الوزير، أن انعقاد هذا المؤتمر في ظل ظرفية استثنائية موسومة بالأحداث المتوالية والمقلقة التي تعرفها بعض مناطق الوطن العربي يجعل منه مناسبة لتجديد التأكيد على موقف المملكة المغربية الراسخ من عدالة ومركزية القضية الفلسطينية، باعتبارها مفتاح السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتضامنها الكامل ودعمها اللامشروط لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وهذا ما تترجمه الجهود المتواصلة التي يبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، رئيس لجنة القدس، لدعم صمود الشعب الفلسطيني من خلال مشاريع تنموية مختلفة، لا سيما تلك التي تهم مجالات التربية والعلوم والثقافة وتأهيل البيئة التعليمية في المدارس والجامعات.
وفي نفس السياق، أكد السيد الوزير من خلال كلمته أن السياسة التربوية التي يعتمدها المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، تقوم على إرساء مدرسة ناجعة ودامجة للجميع توفر تعليما عصريا منصفا وذي جودة لكل المتعلمات والمتعلمين دون تمييز.
ولتحقيق هذه الغاية، فقد اعتمدت الحكومة المغربية، في إطار برنامجها فيما يتعلق بالإصلاح التربوي، خارطة الطريق 2022-2026، التي تستمد مرجعيتها من الرؤية الاستراتيجية 2015-2030، والتي فتحت أوراشا إصلاحية كبرى في قطاع التربية والتكوين، مع إيلاءها مكانة متميزة للمدرسين من خلال تحسين أوضاعهم تحسين الأوضاع المهنية والاجتماعية لنساء ورجال التعليم عبر آلية الحوار الاجتماعي مع الشركاء الاجتماعيين، التي سمحت بالاستجابة لكافة انتظارات ومطالب الأسرة التعليمية، وبتمكينها من نظام أساسي خاص، موَحَّد ومنصف ومحفز، بمثابة إطار قانوني ينظم مسارها المهني.
ومن بين البرامج التي تقع في صلب خارطة طريق الإصلاح التربوي 2022- 2026 برنامج “مؤسسات الريادة”، الذي تم استعراض تجربته ببلادنا خلال المؤتمر، والذي يعد مشروعا طموحا يسعى إلى إرساء نموذج جديد للمدرسة العمومية، وفق مبدأ التعليم الشامل والجيد، ويقوم على إحداث تغيير ملموس في الممارسات الصفية وطرق التدريس كما تم خلال سنة 2024، تنفيذا للتوجيه الملكي السامي المعبر عنه في الرسالة المولوية الموجهة إلى المشاركين في مؤتمر اليونسكو السابع لتعليم الكبار، المنعقد بمراكش سنة 2022، إطلاق المؤسسة الإفريقية للتعلم مدى الحياة والتي تعنى بإرساء ركائز التعلم مدى الحياة بمفهومه الشامل وتقديم الخبرة والمشورة وتقوية الجهود الوطنية في هذا المجال.
وفيما يخص مجال الذكاء الاصطناعي، فقد أكد السيد الكاتب العام أن له مكانة مركزية في دينامية التحول الرقمي مما يحتم على الأنظمة التربوية مجموعة من التحديات الكبرى من أجل الإدماج الملائم والآمن، ويجعله مجالا رئيسيا وخصبا للعمل العربي المشترك بهدف بلورة استراتيجية عربية بخصوص استخداماته الممكنة وآفاق تطويره، بما يتماشى وطموحات الأنظمة التربوية بالوطن العربي.
وفي هذا الصدد فقد اعتمدت الوزارة مشروعا يقوم على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنجاز عملية الدعم التربوي للتلاميذ المتعثرين بمجموعة من المؤسسات التعليمية، حيث تسمح هذه التقنيات المتطورة بالتتبع الشخصي للتلاميذ، وبتحليل نتائجهم الدراسية وتتبع تطورها طيلة المسار الدراسي، من أجل الرصد الاستباقي للتعثرات الدراسية المحتملة ووضع الخطط العلاجية الملائمة والكفيلة بدعمهم ومواكبتهم.