آخر الأحداث

الصحراء المغربية من التدبير إلى التغيير.

هيئة التحرير30 يناير 202510 مشاهدة
الصحراء المغربية من التدبير إلى التغيير.

أحمد الصلاي

الخميس 30 يناير 2025 – 21:01

بما أن الكل يعرف أن المغرب حريص على استفادة سكان المنطقة من ثرواتها، في ظل تكافؤ الفرص، والعدالة الاجتماعية.

صحيح أن نمط التدبير بالصحراء، عرف بعض الاختلالات، جعلتها، مع توالي السنوات، مجالا لاقتصاد الريع وللامتيازات المجانية. وهو ما أدى إلى حالة من الاستياء لدى البعض، وتزايد الشعور بالغبن والإقصاء لدى فئات من المواطنين.

إننا نعرف جيدا أن هناك من يخدم الوطن، بكل غيرة وصدق. كما أن هناك من يريد وضع الوطن في خدمة مصالحه.

هؤلاء الذين جعلوا من الابتزاز مذهبا راسخا، ومن الريع والامتيازات حقا ثابتا، ومن المتاجرة بالقضية الوطنية، مطية لتحقيق مصالح ذاتية. كما نعرف أن هناك من يضعون رجلا في الوطن، إذا استفادوا من خيراته، ورجلا مع أعدائه إذا لم يستفيدوا.

وهنا أقول: كفى من سياسة الريع والامتيازات. وكفى من الاسترزاق بالوطن.

وعلى الرغم من ذلك يبقى الانتهازيون قلة، ليس لهم أي مكان بين المغاربة. ولن يؤثروا على تشبث الصحراويين بوطنهم.مقتطف من الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، إلى الأمة بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين للمسيرة الخضراء المظفرة.كل هذه المشاريع الكبرى والعملاقة بدأت ثمار بعضها تعطي أكلها للمنطقة تحديداً، وللوطن عموماً، وبعضها الآخر في الطريق، وستساهم جميعها، لا محالة، في خلق أنشطة اقتصادية وتجارية وفلاحية وصناعيةوسياحية بالأقاليم الجنوبية، مما سيجعلها، قريباً، قِـــبلةًلشبابنا عموما ولشباب أقاليمنا الجنوبية على وجه التحديد، ولشباب دول الساحل الإفريقي أيضاً، من أجلإيجاد فرص شغل متنوعة ومتعددة أساسها، كذلك، البناء الصلب والقوي للنسيج الاقتصادي الاجتماعي التضامني، والاستثمارُ المنتج للثروات البحرية والمعدنية والريحية والشمسية والفلاحية التي يزخر بها جنوب المملكة الشريفة الموحدة.

إن هذه الرؤية التنموية للأقاليم الجنوبية، والتي يسهر الملك محمد السادس على تنزيلها وتسريع وتيرتها،الملك محمد السادس، في توجيهاته المستمرة، شدد على أهمية العمل الدؤوب والدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. وقد انتقد الملك بشكل مباشر الأداء الضعيف لبعض النخب السياسية، مشيرًا إلى أن عدم الجدية في اختيار ممثلين أكفاء للدفاع عن مصالح المغرب على الساحة الدولية قد أثر سلبًا على الجهود المبذولة في هذا الإطار.

وأكد جلالته على ضرورة الانخراط الجاد والفعّال في الدفاع عن قضايا الوحدة الترابية، مشددًا على أن هذا العمل ليس موسميًا ولا يمكن أن يُترك للظروف العابرةيمكن القول إن قضية الصحراء المغربية تمثل تحديًا يتطلب منا جميعًا التعامل معه بجدية تامة.

إنها ليست مجرد قضية جغرافية أو سياسية، بل هي قضية مرتبطة بالكرامة الوطنية والاستقرار السيادي للمملكة. لذا، يجب أن نعمل على تعزيز الترافع عنها بكل الوسائل الممكنة، وأن نواصل العمل والتنسيق بين جميع الفاعلين الوطنيين، من أجل ضمان حقوقنا المشروعة في هذا الملف الحساس..
وفي هذا السياق، إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نبه، منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين، إلى ضرورة استنهاض دور المجتمع المدني في مختلف مناحي الحياة الثقافية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مبرزا أن جلالته أكد على الإيجابيات التي ينبني عليها دور الجمعيات في تكامل وانسجام تامين مع السياسات العمومية. واعتبر رئيس جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة وادي الذهب أن الوحدة الترابية للمملكة تعد، في هذا الإطار، محطة أساسية للمجتمع المدني في مواجهة كل الصعاب التي تعترض الوطن، حيث يقف فيها سدا منيعا وحصنا واقيا في وجه كل من تسول له نفسه الاعتداء على حرمة الوطن وسيادته.