صدى المغرب – العيون
الجمعة 31 يناير 2025 – 22:52
ترأس السيد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، اليوم الجمعة 31 يناير 2025، بمدينة العيون، اجتماع المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي للساقية الحمراء ووادي الذهب دورة 2024، بحضور ومشاركة السيد والي جهة العيون الساقية الحمراء عامل عمالة إقليم العيون، والسادة العمال على أقاليم طرفاية وبوجدور والسمارة، وكذا السيد نائب رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، والمدير العام لهندسة المياه، والسادة ممثلي المجالس الإقليمية والهيئات المنتخبة، وعدد من السادة البرلمانيين والمنتخبين، ووفد هام من السيدات والسادة أطر الوزارة.
في كلمته بالمناسبة، توقف السيد الوزير عند الوضعية المائية ببلادنا، والتي تعيش على وقع توالي سنوات الجفاف للسنة السابعة على التوالي، مشيرا إلى أن الحكومة منكبة على معالجة آثار هذه الأزمة بكافة أبعادها، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية.
وفي هذا الإطار استعرض السيد نزار بركة جملة من البرامج والمبادرات، كما الأهداف الاستراتيجية لبلادنا في مجال الماء، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية بمناسبة الذكرى 25 لعيد العرش المجيد.
وعرج السيد نزار بركة للحديث عن خصوصية السياسة المائية للساقية الحمراء ووادي الذهب، مشيرا إلى أن الجهة تشهد عجزا مائيا، حيث جرى تسجيل نسبة 82% كعجز مائي، ما سبب تراجعا كبيرا في الفرشة المائية. وبذلك دعا السيد الوزير إلى الرفع من جهود المحافظة على الموارد المائية بالجهة وتثمينها، رغم إكراه محدوديتها.
وبالنظر لفترات الجفاف الصعبة التي تعرفها بلادنا، فإن وزارة التجهيز والماء تواصل العمل على تطوير صياغة مشروع المخطط الوطني للماء للإعلان عنه في أفق أواخر سنة 2025.
وقد تميزت سنة 2024 بمواصلة أشغال إعادة تهيئة سد الساقية الحمراء، بعد أن بلغت نسبة الأشغال 75%، وأعطت الوزارة اليوم بذلك انطلاقة مواصلة الأشغال، بإشراف مقاولة جديدة، قصد تسريع الوتيرة.
وتتواصل أشغال إنجاز محطة تحلية مياه البحر للداخلة، للشروع في استغلالها بدءا من سنة 2025، وهي بذلك أول محطة لتحلية مياه البحر يتم إنجازها باستعمال الطاقات النظيفة، ما من شأنه أن يقلص من كلفة إنتاج اللتر مكعب.
كما تم الشروع في استغلال محطة تحلية مياه البحر بمركز أمكريو، وإنجاز 27 ثقب استكشافي لدعم مياه الشرب، بعمق يتراوح بين 50 و400 متر، بصبيب إجمالي يصل لحوالي 171 لتر للثانية.
وبالنظر للأهمية الكبرى التي يحظى بها الحوض المائي للساقية الحمراء ووادي الذهب من طرف الوزارة، فقد برمجت الحكومة إنجاز العديد من المشاريع، أهمها توسيع محطة معالجة المياه الأجاجة للوطية وطانطان، إنجاز بحيرات تلية بإقليم السمارة، مواصلة أشغال إنجاز الأثقاب الاستكشافية لتحسين معرفة الطبقات الجوفية وخصائصها، وتعبئة موارد مائية من أجل تلبية النقص الظرفي لمياه الشرب، خاصة بالمناطق القروية.
كما تعكف الحكومة على إعداد دراسة تقنية أولية لإنجاز سدين صغيرين بكل من جماعتي ݣلتة زمور بإقليم بوجدور، والحكونية بإقليم طرفاية، مع الشروع في إنجاز مشروع استعمال المياه العادمة المعالجة لمدينتي العيون والداخلة لسقي المساحات الخضراء، للتخفيف من الضغط على الموارد المائية الاعتيادية.
وفي إطار الحكامة المائية، فقد عملت وكالة الحوض المائي للساقية الحمراء ووادي الذهب على إعداد عقد تدبير تشاركي للداخلة، بتنسيق مع ولاية جهة الداخلة – وادي الذهب، ومختلف الفاعلين المؤسساتيين، مع الأخذ بعين الاعتبار لتوصيات وملاحظات أعضاء مجلس الحوض المائي للساقية الحمراء ووادي الذهب، الذي عقد اجتماعه يوم الثلاثاء 21 يناير 2025، والذي عُرض اليوم خلال أشغال اجتماع المجلس الإداري قصد المصادقة عليه.
ولمحدودية الموارد المالية لوكالة الحوض المائي للساقية الحمراء ووادي الذهب، ورغم جهودها لتنمية مواردها المالية، فقد دعا السيد نزار بركة كافة الفاعلين إلى الانخراط في دعم الوكالة للقيام بمهامها، مجددا التأكيد على أن وزارة التجهيز والماء لن تدخر أي جهد للرفع من دعمها للوكالة لتمكينها من مواصلة تفعيل كل الأوراش الهادفة لضمان الأمن المائي للمنطقة، ومواكبة الطفرة التنموية التي تعرفها المنطقة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وبعد مناقشة السادة أعضاء المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي للساقية الحمراء ووادي الذهب لحصيلة منجزات الوكالة برسم سنة 2023، وتقدم منجزاتها برسم سنة 2024، واستعراض نتائج مؤشرات نجاعة أداء الوكالة، فضلا عن خطة عملها وميزانيتها لسنة 2025، تمت المصادقة على مجموعة من المشاريع، من بينها عقد التدبير التشاركي للطبقة المائية للداخلة، وأربعة مشاريع اتفاقيات تهم مجال الماء، وخمسة عقود امتياز.
وشكل الاجتماع فرصة للتنسيق والتشاور بين مختلف المتدخلين والفاعلين العموميين، ومناقشة مختلف التحديات التي يواجهها التدبير المندمج والمستدام للموارد المائية بحوض الساقية الحمراء ووادي الذهب، ليتم اختتام الاجتماع برفع برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.