صدى المغرب – الدارالبيضاء
الأربعاء 12 فبراير 2025 – 16:05
استضافت مدينة بوزنيقة مؤتمرًا بعنوان ” تشييدٌ المستدام “، الذي يُعد مبادرة كبرى تهدف إلى تعزيز ممارسات البناء المسؤول بيئيًا، لم يعد البناء المستدام مجرد خيار، بل تحول إلى ضرورة حتمية في ظل التحديات البيئية الراهنة.
وفي هذا السياق، نظمت شركة “لافارج هولسيم المغرب”، بالتعاون مع الفدرالية المغربية للاستشارات والهندسة (FMCI) والجامعة الوطنية للبناء والأشغال العمومية(FNBTP)، هذا المؤتمر الذي جمع الفاعلين الرئيسيين في القطاع لبحث حلول مبتكرة وعملية تهدف إلى بناء مستقبل أكثر استدامة واحترامًا للبيئة.
في سياق تتصاعد فيه الدعوات العالمية لتعزيز الانتقال البيئي، سلّط المؤتمر الضوء على حلول ملموسة لتقليل الأثر البيئي لقطاع البناء والأشغال العمومية في المغرب. تم التركيز بشكل خاص على المواد الصديقة للبيئة والنهج المبتكرة التي تسهم في تحسين الكفاءة الطاقية، والحد من النفايات، وإدماج مبادئ الاستدامة في جميع مراحل دورة حياة المباني والبنى التحتية.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد السيد خالد سماكة، المدير العام لشركة “لافارج هولسيم المغرب”، أن “الانتقال نحو بناء أكثر استدامة هو مسؤولية جماعية. نحن في لافارج هولسيم المغرب نضع الابتكار في خدمة الاستدامة، وهذا المؤتمر يمثل فرصة لتعزيز تعاوننا مع جميع الفاعلين في القطاع.”
تضمن المؤتمر جلستين نقاشيتين رئيسيتين. تناولت الجلسة الأولى موضوع “المواد الصديقة للبيئة”، حيث تم استعراض التقدم المحرز في مجالات الكفاءة الطاقية، والاقتصاد الدائري، والابتكار في تطوير مواد البناء. أما الجلسة الثانية، فقد ركزت على “النهج والحلول المبتكرة للتطبيق”، حيث تم تسليط الضوء على الممارسات التعاونية والاستراتيجيات التكنولوجية التي يمكن أن تسرع من وتيرة تحول القطاع نحو الاستدامة.
من جانبه، شدد السيد نبيل بنعزوز، رئيس الفدرالية المغربية للاستشارات والهندسة، على الدور المحوري الذي تلعبه الاستشارة والهندسة في مسار التحول الذي يشهده قطاع البناء، مشددًا على أن «الابتكار والهندسة يشكلان رافعتين أساسيتين لإعادة تشكيل أساليب البناء وتقليص الأثر البيئي. وأضاف بنعزوز أن الفدرالية المغربية للاستشارات والهندسة تبذل جهودًا حثيثة، منذ عام 2010، وبإرادة قوية، من أجل مواكبة هذا التحول، واضعةً في صميم رؤيتها ضرورة الحفاظ على البيئة وتعزيز التنمية المستدامة، بحيث يصبح هذان البعدان جزءًا لا يتجزأ من عمليات التخطيط والتنفيذ اليومية. «
وأضاف بنعزوز أن الفيدرالية المغربية للاستشارة والهندسة تبذل جهودًا حثيثة، منذ عام 2010، وبإرادة قوية، من أجل مواكبة هذا التحول، واضعةً في صميم رؤيتها ضرورة الحفاظ على البيئة وتعزيز التنمية المستدامة، بحيث يصبح هذان البعدان جزءًا لا يتجزأ من عمليات التخطيط والتنفيذ اليومية.
كما شهد المؤتمر توقيع اتفاقيات استراتيجية بين الفاعلين الرئيسيين في القطاع، وذلك لتعزيز التعاون وتسهيل تنفيذ حلول مستدامة على نطاق واسع.
جاء تنظيم هذا المؤتمر في إطار مقاربة استباقية تهدف إلى مواجهة التحديات المستقبلية ومواءمة جهود قطاع البناء والأشغال العمومية مع الأهداف الوطنية والدولية في مجال الاستدامة. ومن خلال تبادل الخبرات والممارسات الجيدة، ساهم المؤتمر في وضع الأسس لإطار عمل هيكلي يدعم تنمية أكثر مرونة واستدامة للقطاع.
بدوره، قال السيد محمد محبوب، رئيس الجامعة الوطنية للبناء والأشغال العمومية: “من الضروري أن نبدأ في إدماج الممارسات المستدامة في مواقع عملنا بشكل فوري. نحن في الجامعة نشجع أعضاءنا على تبني حلول مبتكرة وصديقة للبيئة لضمان تنمية أكثر خضرة للقطاع.”
وأكدت “لافارج هولسيم المغرب”، كفاعل رئيسي في القطاع، مجددًا على التزامها الراسخ بالابتكار والاستدامة. من خلال تنظيم هذا الحدث بالشراكة مع الفدرالية المغربية للاستشارات والهندسة والجامعة الوطنية للبناء والأشغال العمومية، أعادت الشركة التأكيد على عزمها في مواكبة تطور قطاع البناء والأشغال العمومية المغربي نحو معايير أكثر مسؤولية وفعالية، بما يخدم البيئة والمجتمع على حد سواء.