آخر الأحداث
التشريع القانوني لفائدة التعاونيات محور اليوم التكويني بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بخريبكة تاونات .. إعتصام سائقي سيارات الأجرة لبني زروال أمام دائرة غفساي بسبب النزاع بين محطات سيارات الأجرة فاس..لقاء تواصلي حول برنامج تسهيل الاستثمارات لأجل التشغيل التابع لوكالة التعاون الألماني بالمغرب فاس..تنزيل بنود الاتفاقية الإطار بين أكاديمية جهة فاس مكناس وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. احالة ثمانية أشخاص على النيابة العامة ينشطون في قرصنة المعلومات والابتزاز والنصب والاحتيال نتائج سحب قرعة دور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم متابعة "مول الطاكسي" منتحل صفة صحافي بالفقيه بن صالح في حالة اعتقال وإيداعه السجن المحلي لبني ملال بنعلي تحل ضيفة ضيفةً على مؤسسة الفقيه التطواني ضمن برنامجها “السياسة بصيغة أخرى” تطوان..تنظيم ورشة تدريبية حول فضاء التشاور الجهوي لتعزيز انخراط الجالية المغربية في التنمية الجهوية. وفد عن مجلس جهة خنيفرة بني ملال يقوم بزيارة عمل الى الصين

تاونات..من يقف وراء إحتجاجات ومسيرات مزارعين بدائرة قرية بامحمد بإقليم تاونات .. هل التطاحنات السياسية اِنْطَلَقَت ..

صدى المغرب13 فبراير 2025322 مشاهدة
تاونات..من يقف وراء إحتجاجات ومسيرات مزارعين بدائرة قرية بامحمد بإقليم تاونات .. هل التطاحنات السياسية اِنْطَلَقَت ..

يونس لكحل – تاونات

الخميس 13 فبراير 2025 – 21:57

في خطوة غير متوقعة خرج عدد من الفلاحين من تراب دائرة قرية با محمد بإقليم تاونات للإحتجاج ضد القرار الذي يمنع زراعة بعض المزروعات ، وخاصة ” الدلاح ” ( البطيخ الأحمر ) ، الفلاحون الذين يعتمدون على هذه الزراعة قرروا تنظيم مسيرة نحو مقر الولاية بمدينة فاس للتعبير عن رفضهم للقرار ، حاملين شعارات تدعو إلى السماح لهم بمواصلة زراعة محصولهم ، كما أن هذه الإحتجاجات لم تقتصر على مطالب فلاحية بحتة ، بل تحولت إلى مطالب سياسية وهجوم على تنظيمات سياسية ومسؤولين حزبيين بعينهم ، مما أثار العديد من التساؤلات حول توقيتها وأهدافها في ظل الأزمة المائية الحادة التي تشهدها المنطقة .
معلوم أن المنطقة تعاني منذ سنوات من أزمة حقيقية في المياه ، تعود أسبابها إلى عوامل عدة ، من أبرزها الجفاف المستمر ، ونقص التساقطات المطرية ، وإرتفاع إستهلاك المياه من قبل مختلف القطاعات لا سيما الفلاحة ، ومن المعروف أن الفلاحة تستهلك حصة كبيرة من المياه في الجهة ، وهو ما ينعكس بشكل كبير على المخزون المائي سواء الجوفي أو السطحي ، بحيث تعد الفرشة المائية من المصادر الحيوية للمياه في العديد من المناطق القروية ، بما في ذلك دائرة قرية با محمد ، و الزراعات مثل ” الدلاح ” تتطلب كميات ضخمة من المياه ما يجعلها محط جدل وقلق فيما يخص إستنزاف الموارد المائية .
وفي ظل هذا السياق حسب عدد من المصادر المسؤولة ، يأتي القرار بمنع زراعة ” الدلاح ” ليعكس قلقًا حقيقيًا حول إستنزاف الفرشة المائية ، من خلال الإعتماد على دراسات علمية وتحليل واقعي لحجم تأثير هذه الزراعة على المخزون المائي في مناطق تعرف بالفعل ندرة في المياه .
وما يثير الإستغراب في هذه الإحتجاجات هو غياب النقاش حول التداعيات فيما يخص التوفيق بين حماية مصادر المياه وترشيد إستهلاكها وتنويع الزراعات الغير محتاجة للمياه بكثرة .
فالمسيرة التي إنطلقت نحو مدينة فاس لم تقتصر على الإحتجاج على (قرار ) والمطالبة ببدائل ، بل تم خلالها رفع شعارات تطالب بالسماح للفلاحين بمواصلة زراعة ” الدلاح ” دون التفكير في تبعات الإستهلاك الكبير للمياه. عدد من المتابعين يرون أن وراء هذه الإحتجاجات تحركات سياسية بدخول أطرافًا سياسية على الخط بهدف محاولة إستغلال القضية لتحقيق أهداف سياسية ، خاصة في ظل الوضع الحساس الذي يمر به المغرب على مستوى الموارد المائية والرفض الدائم للمزايدات السياسية في ما يخص الأمن المائي للمغاربة .

ففي الوقت الذي كان من المفترض أن يتم التركيز على الحوار والنقاش للوصول إلى حلول واقعية ، تم دفع الفلاحين بسرعة و بشكل ممنهج ومخطط له نحو الإحتجاج وتنظيم مسيرة نحو ولاية الجهة ، فما هي رسالة من يقفون وراء هذا الدفع …!!
لاشك أن الإستنزاف المفرط للمياه من قبل القطاع الفلاحي له تداعيات خطيرة على الإستقرار الإجتماعي والإقتصادي للمملكة وهذه حقيقة ، فالأمن المائي هو في الأساس جزء من الأمن الإجتماعي ، ويؤثر بشكل مباشر بحياة المواطنين، وفي ظل الأزمة المائية المتزايدة في المغرب من غير المنطقي أن يتم الدفاع عن زراعة محاصيل تستنزف المياه بشكل كبير ، في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون من نقص حاد في الموارد المائية ، سواء من حيث مياه الشرب أو المياه المستخدمة في الفلاحة .
الواقع هو أن الحفاظ على المياه هو مسؤولية وطنية ، ويجب أن يتم إتخاذ القرارات بعناية لتجنب الآثار السلبية التي قد تنجم عن الإستمرار في إستنزاف المصادر المائية.
و ما يثير القلق بشكل أكبر هو أن هذه الإحتجاجات قد تكون بمثابة أداة للإستغلال السياسي، حيث تحاول بعض الأطراف الضغط في إتجاه البحث عن المواقع ضمن الخريطة السياسية القادمة ، دون مراعاة التداعيات على الأمن المائي في المنطقة ، بإعتبار إستغلال قضية المياه والفلاحة لمصلحة سياسية ضيقة قد يسبب المزيد من الفوضى ، فقضية المياه هي قضية وطنية ولا تتحمل المزايدات والتشاحنات السياسية الضيقة ، لأننا جميعا نعلم أن عدد كبير من الدواوير بدائرة قرية با محمد يعانون من ندرة المياه ويطالبون بحماية مصادرها وترشيد إستهلاكها ، فكفى من كثرة السياسة بلا منطق ضد المصلحة العامة الوطنية .