صدى المغرب – سعاد اوعتاني
السبت 22 مارس 2025 – 23:37
شيد مستشفى بن صميم للامراض الصدرية والتنفسية،خلال أربعينيات القرن الماضي،بمنطقة بن صميم التابعة لعمالة اقليم افران.
ويعتبر مستشفى بن صميم معلمة استشفائية جبلية قدمت الكثير من الخدمات الطبية لذوي الأمراض الصدرية والتنفسية في تلك الحقبة.
هذه المعلمة المنسية التي كانت في وقت مضى تعج بالمرضى والأطباء والممرضين والأطر الإدارية وغيرهم ،أصبحت اليوم مجرد بناية مهملة مخربة طالها النسيان.
لم يأتي تشييد مستشفى بن صميم اعتباطيا، فقد تم بناءه بحكم تموقعه وسط جبال الاطلس المتوسط التي تزخر بغابات الأرز العتيدة التي تنعش الروح بهواءها النقي العذب،الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تعافي وشفاء المرضى الذين كانوا يقصدون المستشفى لطلب العلاج.
لم يكن من السهل أن نستوعب أن هذه المعلمة اليوم أصبحت خرابا وأطلالا ،ومكانا مهجورا لا يسمع فيه سوى صوت الرياح وهي تلاعب النوافذ المكسورة والأبواب المهترئة،كما أن بعض تجهيزاته تعرضت للسرقة والكسر والتخريب.
اليوم، ونحن نقف أمام هذه البناية،اعتصرت قلوبنا ألما لما آل إليه وضع هذا المركز الصحي الكبير،وبدورنا ندعو المسؤولين كل من منصبه في إعادة النظر بخصوص هذه المعلمة المنسية،وذلك عن طريق إعادة تشغيلها سواء كمستشفى يقدم خدماته في نفس التخصص السابق،أو تحويله إلى وحدة سياحية بحكم تموقعها الجغرافي وسط جبال الأطلس المتوسط الشامخة،أو جعلها مشروعا رياضيا ضخما يقدم العديد من الخدمات الرياضية متعدد التخصصات،أو غيرها من المشاريع الاستثمارية الكبرى.
إن إعادة تشغيل هذه البناية المنسية أصبح ضرورة ملحة،حيث سيمكن من خلق رواج كبير من خلال فتح آفاق استثمارية واعدة في عدة مجالات ستساهم بدورها في تحريك عجلة التنمية بالمنطقة،كما أنها ستعيد الشغف بالحياة لهذه الأماكن المهمشة التي طالها النسيان.
