آخر الأحداث
الجامعة الشعبية المغربية تطلق سنتها العاشرة بندوة فكرية بمشاركة وسيط المملكة القوات المسلحة..تنظيم دورة تكوينية حول الإنعاش الطبي الميداني في منطقة العمليات الداخلة -لقاءات تواصلية لمعالجة غياب الترافع عن مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي للنزاع المفتعل حول الص... اليوم الأول من الملتقى الوطني للركبي بوجدة… انطلاقة قوية برؤية جديدة للنهوض بالركبي المغربي” معالي جمانة غنيمات و سفير المغرب بالأردن فؤاد أخريف أشرفو على توقيع شراكة بين سيدات الأعمال المغربي ... تنظيم دورة تكوينية لبلورة عدّة تكوين الأساتذة المساعدين الجدد. إعلان وجدة الصادر عن النسخة الثانية من الندوة الدولية حول الاقتصاد الاجتماعي والتضامني مكناس..توقيف 3 أشخاص متورطين الضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض. منح ترقية استثنائية في الرتبة لرئيس خلية الأمن المدرسي بآسفي إثر تعرضه لاعتداء خطير باريس..تنظيم ورشات تكوينية لتعزيز قدرات التخطيط ومحاربة الهدر المدرسي

تذكرة عودة : من ذكرياتي الماضية القاسية…

هيئة التحرير23 مارس 202515 مشاهدة
تذكرة عودة : من ذكرياتي الماضية القاسية…

محسن الاكرمين

الأحد 23 مارس 2025 – 18:09

من ذكرياتي الماضية، ما أعيش ضمن أغشيته في بؤرة متنوعة من الألم والوجع، والذي بات يحتل جزء مزدوجا من يومياتي المتحركة. لكنها بالإيمان الفطري، هي الحياة بفتنتها ومآسيها والتي علمتني الجثو على ركبتي والبكاء بلا انقطاع، وطلب الصلح بعدها من علو السماء. كثيرا ما يحضرني التأسي حين أمسي إلى نومي المزعج، ويبقى الماضي يعيش بالمداومة معي في فرحي وحزني.
لم أقدر يوما تفريغ آهاتي المتراكمة من شدة رجة الحياة التي كابدتها وعانيتها لحظة من موت الأمل والحقيقة، لكنه هو الإيمان بالقدر خيره وشره، والذي لن أقدر بالمرة على تغيير منازل قراراته وغيباته. حقيقة مفزعة كانت بشدة الرجة القوية، ومن اللطف الرباني العلي القدير، هي الموت التي ربيتها بين يدي حتى شبابها، وعقدت العزم عن أنها ستكون لي سندا في الحياة، وما تبقى من باقيات العمر، لكن الموت كانت تلعب معي لعبة من الخطف وقتل الفرح، حين أفزعتني في روح مني، وتركتني جسدا بلا نعمة أمل، ولا حلم باقيات.
من ذكرياتي الماضية القاسية بالفزع المريع، والتي زرعت الفتنة بين شعيرات هامة رأسي السوداء والشيبة الذي بدا يغزو حياتي غير رأسي، أني كنت في غفلة من فتنة الحياة الفانية، حتى انتهى أمري في دوامة من الفوضى النفسية المعاكسة بالانتكاسة، ورجة من مشاهد الموت. حينها بات التأسي من ثنايا التذكر الذي لا يرحمني بتاتا، ويفزعني على الدوام، ولا يُشفق حتى بالكاد حنانا ورفقا من وضعي المنهكة والمتعبة من شدة تكسير مرآة حياتي.
تمر الأيام لزاما، وبحق الله لم أقدر على النسيان أو التناسي، بل كان التذكر حاضرا وليس من الماضي. وغير ما مرة كنت أنظر إلى الأحمق، وأُفْتنُ من بلاهته، ومن ضحكته البريئة، والتي لا تحمل ثقلا من تذكر الماضي، ولا مِمَّ أصابه من حمق مرير. لم أكن أخطط بالسلب لمكونات متاهات حياتي بالتدقيق المفرط في المنطق الرياضي. لم أكن أنظر بالانتظار إلى أن القدر قد يكون أشد قسوة وفزعا على ذاتي، ولكنها هي سنة الحياة (فمن له بداية له نهاية). حتى أتى الموت مغلقا في صندوق من المآسي، أتي بلا موعد ولا جرس منبه رنَّ بلا انقطاع، بل عبر هاتف متدفق بالخبر المفزع، وبلا رؤية لفراق الوداع.
قد تكون كلماتي لا ترحمني من البكاء، ومن سيل الدمع في شهر عنفوان زمن الربيع. لأن الموت قضى أمرا لازما، ولا اعتراض عليه، ولا على قضاء الأمر الإلهي. كان بحق جزء من دمي، والذي لم ولن يتكرر البتة، حتى ولو بالاستنساخ الجيني… كثيرة هي المصاعب والمطبات التي تصيبني، ولكني كنت دائما متسلحا بالإيمان أولا، و ثانيا بالعزيمة التي لا تيأس من ممرات الحياة المتموجة، لكن قضية الفقد هي من كسرت ظهري انحناء وجثوا على الأرض بكاء، ولا زال الفراق المستديم لا يرحم مشاعري ونفسيتي.
لله الأمر، ومنه البدء والنهاية، ولا اعتراض عن قرارات السماء العليا. من أرحم العلاجات، حين وجدت أن الكتابة بلسم طيب ومرٌّ بذات الوقت، لتطبيب الجروح، وشدِّ الألم بالمسكنات الموضعية. حين وجدت أن كل حرف وكلمة وتعبير من تفريغات الحزن و تذويب جليد الألم من الفقد لأعز الناس. اليوم أحسست أن كل كلماتي تواسيني برفق وحنان. وأن كل حروفي تمسح عن عيني دمعي. أحسست الرأفة والرحمة لا الشفقة من تعابير كتاباتي، والتي باتت تتلحف ثوب البياض اليوم والتذكر. شعرت أن كل حروفي تدفعني لطلب الغفران والرحمة، ودعوات جنة خلد على فقيدي الذي هو قطعة من دمي ومن روحي مهما حييت.