آخر الأحداث

الملتقى الدولي الفلاحي بالمغرب وتقييم فعاليات الدورة (17.

صدى المغرب29 أبريل 20252 مشاهدة
الملتقى الدولي الفلاحي بالمغرب وتقييم فعاليات الدورة (17.

صدى المغرب-محسن الأكرمين 

الأربعاء29ابريل2025-00:55

كثيرا ما نقيس نجاحات المهرجانات أو الملتقيات بالكم العددي الحضوري من الزوار والزائرين. كثيرا ما نُغفل أن نجاح لقاء أو ملتقى ما، قد يرتهن بشدة بالأثر النوعي، والقفز عن الرقم الكمي/ التراكمي للدورات، ولما لا حتى الكشف عمَّا تم تحقيق من عوائد نفعية (تشغيل/ استثمارات/ تنمية/ تهذيب المجال البيئي بالمدينة/ سياحة/ كم العملات المتداولة أيام الملتقيات…).
حقيقة مفزعة باتت سيدة الإحصائيات، عندما نريد تقييم أداء الملتقى الدولي الفلاحي بالمغرب (17)، نتحدث جميعا بالصوت (العالي) وإعلان تحقيق رقم معادلة المليون من الزوار، وهو رقم مليح لتوجيه النجاح. لنتفق وبدون تشنج، أن هذا المعطى هو جزء فقط من نجاحات الإقبال، والتسويق، والإشهار، ومنه حتى الاستهلاك، وقد لا يستوفي ذكر العدد الكمي (مليون زائر وزائرة) جميع عناصر الجودة، ومؤشرات ضبط سلم النجاح (معايير الأداء والأثر النوعي).
لن نختلف بالتباعد، إن نحن قلنا أن الملتقى الدولي الفلاحي في الدورة (17) حقق النجاح، وهذا المعطى لا جدال فيه بالتمام، وهو من المسلمات البديهية. لكن، لا بد من الحديث عن مقومات النجاح الأخرى وبيئتها الحقيقة والتفاعلية، لأن هنالك معايير متعددة تحضر وتغيب عن القياس العلمي أو الوصفي لمخرجات الملتقى الدولي الفلاحي بالمغرب (17)، ولن نقدر على حصرها وتنقيطها بالنوعية والتدقيق المتناهي، من تم قد يبقى الملتقى الدولي الفلاحي عند المتلقي كميا في احتساب (مليون زائر وزائرة)، ويأتينا تنقيطه سهلا عند العامة عبر حكم قيمة قابل للتنفيذ والتسويق المريح، وبالذات هو قابل للنقاش والتقليب من عدة جوانب واتجاهات متعددة نحو: (الزوار المتفاعلون/ المنعشون الفلاحيون/ الزوار المكتشفون لأقطاب الملتقى/ الزوار المستثمرون…).
ومن بين مؤشرات جودة الأداء الاستعراضية، فالملتقى الدولي الفلاحي بالمغرب خاصة الدورة (17)، استطاعت الكشف عن التغييرات (تموضعات الأقطاب) والتجديد في التنسيق والتوزيع. فقد ارتفعت بحق عن المستويات العادية المتكررة منذ بدايات النشأة الأولى (الندوات/ اللقاءات/ الشراكات/ الدور الحاضرة/ العارضون…). وهذا المتغير يحمل اجتهادا في تحقيق القاعدة الأساسية التي يتطلبها النجاح، والاستمرارية في نهج سياسة التنويع والتجديد.
نعم، هنالك جهود رائعة تُبدل كل عام بدءا من التدبير الإداري، والتشاركي داخل المدينة، إلى توزيع الخدمات، وصولا إلى نقل الملتقي من وضعيات الزوار في خانات الاستياء والنقد نحو التفاعل والاندماج مع المعروضات والحدث. قد لا يفزعنا النقد الهادف تارة من تكسير رخامات النجاح، ولكن بحق من الملاحظات الدقيقة والتي لا يمكننا تغافلها، وتتمثل في العمل على سياسة التطوير، وبناء سلم الجودة في الأداء والأثر للملتقى الدولي الفلاحي بالمغرب دورة بعد دورة.
فعمليات تقييم فعاليات الدورة (17) من الملتقى الدولي الفلاحي بالمغرب، هي بالأساس عمليات من تقييم أداء الحدث (بحد ذاته) بعد انتهائه من الداخل والخارج. فالهدف الركيز منها ليس في ذكر (المليون) والإقبال المنقطع النظير، بل في تحديد مدى تحقق الأهداف المرجوة من الدورة بعوائد وطنية وجهوية ومحلية بمكناس، وهذا الأثر سهل وصعب بنفس الوقت في القياس والتنقيط.
فيما تقييم الجودة في التخطيط والتنفيذ (الأداء) والإدارة ومشاركة المدينة في النجاح، فلا بد من أن يتم عبر جلسات لتحليل المعلومات والبيانات ذات الصلة بالدورة (17) من البدايات إلى النهاية، وكذا فرك وتحليل المعطيات مهما كانت، لكي يتم الخروج بخلاصات وتوصيات واستنتاجات قابلة لتحسين الأداء والأثر والجودة، والتطبيق في مستقبل الدورة (18) إن شاء الله.