آخر الأحداث

الخوف من التغيير…

هيئة التحرير1 مايو 20250 مشاهدة
الخوف من التغيير…

محسن الأكرمين.

الخميس 01 ماي 2025 – 22:14

من قمة الخوف أننا جميعا نعيش الرهبة من التغيير، ونكتفي بعيش الاطمئنان في منطقة الراحة، والتي تستوفي أجزاء الإتكالية وفقدان الرأي المضاد. ويبقى التغيير لا مفر منه في ثنايا وسنن الحياة، ومهما كانت نتائج الانعكاسية. فالمشكلة الأساس هي خوفنا الفردي والجماعي من مجهول نتائج المتغيرات حتى وإن كانت عواقبها بعوائد النفع الذاتية أو الجماعية !!! إذا من مسلمات البديهيات أن تكون الانعكاسات اللاشعورية والعقلية تنتج مشاعر مناهضة التجديد بالمقاومة والتبخيس.
قد تتشابك أساب رهبة التغيير من ذات لأخرى، لكن المواقف تتوحد في انعدام الثقة في سياسات المستقبل، وفي غياب آليات التعامل مع جل المتغيرات والتكيف معها بالشكل الايجابي والتأطيري. فمنطقة الراحة أو مساحة الظل هي أجزاء تحمل أكياس أمان (آمنة) من كل المفاجآت والتهديدات الممكنة من رجة التغيير غير المحسوب بالنتائج والمواقف، حتى أننا قد نبدأ أولا بالتفكير في الفشل والخوف و رفض الخروج من تفكير علبة الصندوق الآمن بالراحة (Zone de confort).
من سياسات التحكم العمودية، أن تعليمنا وتربيتنا لا تكيفنا بتاتا على قبول منطق التغيير، بل تربي فينا الخوف المستمر للهروب من الواقع نحو أنصاف الحلول أو الإفراط في الاختباء. هنا يبيت توجس فكر “الموت ينتصر دائما في الحروب”، ويبقى الخوف من التغيير مُربكا لسنن استدامة الحياة وفق منطق التقدم والتجديد.
يقولون: أغلق عينيك، وأنتج الطاقة المتكاملة، وآمن بالتغيير، فالأكفان ليست مخصصة للأحياء !!! فالفرص في عيش حياة التغيير ممكنة، وأفضل بكثير من التهديدات الآتية من الفشل ومن غياب الإيمان بالمستقبل. إن القبول بالتغيير ليس بالسهل الهين، بل هو نوع من التأقلم مع التحولات مهما كانت نتائجها مكتملة أو غير ناضجة، ووفق سدود حياتية.
من سياسة التحكم الأفقية، الخوف من التغيير، وإبقاء الوضع على ما هو عليه !!! فالتحكم في العيش والتخطيط و في مداومة (الفورمتاج) للعقول والأماني والأحلام، يستوفي معايير هندسة أجيال تخاف من التغيير، وتبقى في منطقة الظل تتلهى مع عناصر اللايقين من المسقبل الغائر. إنه بحق النظام الفيزيائي المألوف والذي لا يتحرك عن وظيفة جاذبية المساكنة والمهادنة وغياب سياسة الممانعة.
من الزاوية الحادة لسياسة التحكم في الفكر الجمعي والعيش الجماعي، عندما يصبح التغيير مرفوقا بالخوف من التحكم في الحياة (والتي هي بحق توازي موت الحياة !!!)، ويبيت الموت ينتصر للبؤس والانبطاح !!! إنها أسوأ الوضعيات التي تنتج الفشل، وانعدام الأمن النفسي، والردة الآمنة نحو التغيير.
من سوء الفهم غير القصدي، أن قبول التغيير والثورة على منطقة الراحة، لن يسلمنا في طبق من ذهب للخضوع الكلي والاستلاب نحو سياسات التغيير المنهك، (المرسومة بحدود اللاءات)، بل القبول به يجب أن يتم وفق أنماط فك شفرات فضل التغيير أم انعدامه، ومدى أثر البدائل لا المشاكل.
من سوء سياسات التحكم والتوجيه، ترك ما لا يمكن تغييره !!! وهي مقولة (إرجائية) من البدايات التي تنتج مقاومة التغيير من المهد قبل اللحد (لذا قلت أن الموت تنتصر !!!)، و خلق باحة رحبة للرضا بالقدر خيره وشره في غياب تكامل مصادر العقل والنقل.