آخر الأحداث

الصمت وغياب المعلومات الدقيقة يشوش على أفق التنمية و الترافع عن التمكين بمكناس.

هيئة التحرير7 مايو 20254 مشاهدة
الصمت وغياب المعلومات الدقيقة يشوش على أفق التنمية و الترافع عن التمكين بمكناس.

محسن الاكرمين

الأربعاء 07 ماي 2025 – 13:54

من صحوة المطالب السلمية حول أُفق تطوير التنمية بالمدينة، تم انخراط جماهير النادي المكناسي لكرة القدم في هذا النقاش العام، وبكل مسؤولية ورزانة، وذلك من خلال معاودة رفع يافطات (لافتتات) تحمل إرشادات التنمية بالمدينة، وعدالة مطالب التمكين بمكناس. قد تكون انشغالات الجمهور حاضرة بالملعب من خلال دعم الفريق (الكوديم)، بالموازاة مع التصريح بشعارات وازنة وذات دلالة ومتغيرات، و هذا ما يزيد ثانية من رقي مساندة الفريق الأول بالمدينة، ومن رقية الجماهير المكناسية.
من بين المشاهد الرائعة، والتي جعلت من مدرجات الملعب الشرفي في ليلة مباراة الكوديم والنهضة البركانية، تلك التحفة الفنية والتي تستحضر الماضي العريق للمدينة في تناغم مع الحاضر، ومطالب حلم المستقبل. حضرت لوحة (الڭراب) بمدينة مكناس، صورة معبرة مرفوقة بخلفية كلمات مليحة (أنا باب منصور الأبهى…)، وهي تتوسط أكبر قوة جماهير بالمدرجات، والتي تهتف بصوت واحد لمناصرة النادي المكناسي.
رفعت الجماهير بالمدرجات المملوءة مطلب (مشروع تنموي رسمي) من الدولة المركزية على غرار نموذج مدن (الحسيمة/ أكادير…)، وفي انتقاد لتوهج المدينة الموسمي وفي أيام معدودات !!! وهذا في إشارة ضمنية إلى أيام الملتقى الدولي الفلاحي بالمغرب، والمعدودة على رؤوس الأصابع، حيث كان الخطاب والدلالة:( مدينة توهجها موسمي… مكناس تطالب بمشروع تنموي رسمي).
فيما كانت مطالب التشغيل حاضرة: (Alerte Offre D’ emploi)، وقد تم التذكير بأن (SIAM/ سيام) يخلق فرصة عمل ليوم واحد (1) فيما (358) تدوم في الفراغ و العطالة !!! هي إشارات بليغة ودالة بما يعانيه شباب المدينة من عوز وقلة فرص للشغل والتشغيل المستدامة، من تم فالتعبير كان حضاريا وصريحا لمن يهمهم تدبير الشأن المحلي بالمدينة.
قد لا يختلف أحد فيما يتم التعبير عنه من مطالب التنمية والتشغيل، وبعلامات ورموز متنوعة، ولكنا نختلف أولا في تبخيس المدينة كليا بتفاهة التعبير: (المصرانة الزايدة) !!! ونختلف في دوام الصمت المطبق الذي يسود المدينة من المنتخبين باختلاف المجالس، دون العمل على تسويق ما تم أو ما سيتم إنجازه من مشاريع محورية ومهيكلة. فغياب التواصل الفعال مع الإعلام المؤسساتي وغيره في بيانات الحقيقة والبلاغات، والتأكيد على أن المدينة تنال حقها مهما كان حجمه من التنمية الوطنية، مع تشريح الوضعية التنموية شموليا.
إن غياب التواصل الفعال والسليم، لمن الأسباب التي تبيح الهجوم (الخارجي/ المصرانة الزايدة !!!) على التنمية بالمدينة. فيما التواصل الراقي والذي قد يحمل لغة الثقة والمصداقية، لَهُوَ إذا الوسيلة الوحيدة للتقليل من الانتقادات (الفجة) للتنمية وحضور المدينة ضمن الخريطة الوطنية (الصحراء مغربية ومكناس حتى هي).
نعم التواصل والإنصات لمطالب الساكنة، لهو الوسيلة الوحيدة التي من خلالها قد نُفعل الشفافية والحكامة والديمقراطية التشاركية. فمنذ سنوات ومجلس جماعة مكناس تربطه شراكة من إذاعة خاصة بالمدينة، ولم يقدر على فتح باب حوار مستديم مع الساكنة عبر هذه الإذاعة (المواطنة)، والتي يمكن اعتبارها طفرة نوعية في التواصل والتفاعل مع قضايا المدينة عامة.
اليوم، الكرة بيد القيمين عن الشأن المحلي بالمدينة، للتفاعل الجدي مع مجموعة المطالب المتنوعة، والتي يمكن اعتبارها عامة على الصعيد الوطني، لكنها بحق تستوفي مطالب العدالة الاجتماعية بمدينة مكناس. اليوم على مجلس جماعة مكناس خلق قنوات التواصل الرسمية (المؤسساتية) وبالتدقيق والإخبار والإفادة الصريحة (تفعيل أدوار الناطق الرسمي). اليوم لا بد أن تكون مناولة قضايا مكناس (الكبرى) تحمل الرأي والرأي الآخر، في إطار تجويد الرؤية، والإقناع السليم بأن مدينة مكناس لازالت بخير.