آخر الأحداث
الجامعة الشعبية المغربية تطلق سنتها العاشرة بندوة فكرية بمشاركة وسيط المملكة القوات المسلحة..تنظيم دورة تكوينية حول الإنعاش الطبي الميداني في منطقة العمليات الداخلة -لقاءات تواصلية لمعالجة غياب الترافع عن مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي للنزاع المفتعل حول الص... اليوم الأول من الملتقى الوطني للركبي بوجدة… انطلاقة قوية برؤية جديدة للنهوض بالركبي المغربي” معالي جمانة غنيمات و سفير المغرب بالأردن فؤاد أخريف أشرفو على توقيع شراكة بين سيدات الأعمال المغربي ... تنظيم دورة تكوينية لبلورة عدّة تكوين الأساتذة المساعدين الجدد. إعلان وجدة الصادر عن النسخة الثانية من الندوة الدولية حول الاقتصاد الاجتماعي والتضامني مكناس..توقيف 3 أشخاص متورطين الضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض. منح ترقية استثنائية في الرتبة لرئيس خلية الأمن المدرسي بآسفي إثر تعرضه لاعتداء خطير باريس..تنظيم ورشات تكوينية لتعزيز قدرات التخطيط ومحاربة الهدر المدرسي

البلاهة والتفاهة سلعة واحدة.

هيئة التحرير13 مايو 202533 مشاهدة
البلاهة والتفاهة سلعة واحدة.

محسن الأكرمين.

الثلاثاء 13 ماي 2025 – 16:59

قد لا نجد فَرقا نيرا بالتمايز بين البلاهة والتفاهة، غير أن البلاهة تُفكر في المتاهات الدائرية المغلقة، بينما التفاهة تعتبر كبنية من إنتاج تشويشات (اللافكر)، والمنحدر من (مُوضة) الخروج عن الثقافة المألوفة. أشباح جدد من جيل (كهنة المعابد)، يفقهون فقه البلاهة في قياس أحكام القيمة، ويوزعون صكوك الغفران، وحتى التخويف من نار الفتنة !!! ويجعلون من (الفوضى المعرفية) مسوغا آليا لترويض الكذب كي يظهر بأنه يوازي الحق والحقيقة !!! إنه وجه شبح الافتراء، كي يصبح أمام أعين (سدنة المعبد السياسي) حقيقة من ألسن أكلت (الشوك)، وعند عوام القوم (تمساح البحيرة)، وعند مستهلكي أخبار الشارع (الفايسبوك) من (عفاريت) الإغواء، ونشر عدوى (الحقد الاجتماعي / التباغض السياسي وحتى الهوياتي منه…).
مأساة جديدة تُضاف بقوة في عصر الذكاء والحكامة، تجعل من البلاهة تفكر بفكر الوصولية والانتهازية وتماثل:(الإنسان الذي يحمل نسخة استنباط عند العالم (إيفان بافلوف/Ivan Pavlov/ المثير والاستجابة) عند بطون كلاب وقطط البلاهة الخنوعة، و(المذلولة) في تبعيتها الانتهازية).
هنا رأي لا بد من الإشارة إليه، أن من بين (صعاليك) البلاهة الجدد بالتخصيص لا التعويم، من يقدم نفسه على أنه من صنف الخبراء الأشداء على العلم والفكر، أو من أصناف السياسيين والحقوقيين والإعلاميين… والمدونين… والمؤثرين… يسوقون بأنهم يمتلكون رصيدا متحركا من الاستهبال و(تبنيج) الآخر، في حين تتخلف عنهم الأجزاء الرزينة من فكر الثقة والمصداقية.
نوعية جديدة من طينة البلاهة (الاستهبال)، يستهدفون أجزاء من المجتمع، كي لا يميز بين رواد التفاهة الأوائل (الصعاليك)، وجيل من البلاهة الجدد (الوصوليون والانتهازيون المنبطحون بالهرولة) نحو المنافع الذاتية!!! ومن سوء التنبيهات اللازمة، أنهم يتصنعون المفهومية العقيمة، وينقبون عن الدرهم الذي قتل (الحلاج) تأففا، للاسترزاق وقضاء مآربهم الأخرى.
ومن سوء حسهم بعظمتهم في فقه التفاهة والبلاهة، أنهم باتوا يُصدقون (بعضهم البعض)، وحتى البعض من التعاليق التي تدون بألسن التماسيح الماكرة (وَلاَحِسِي الأحذية). يعيشون في أنفة من نرجسياتهم، وينصبون أنفسهم أوصياء (العفة) على المجتمع ، وحتى على السياسيين (المارقين) في الرأي والرفض، وعدم ركوب أمواج الصمت.
إن مسألة التفاهة عامة، تُوازي في التصنيف العالمي البُلهاء بالقصد والدلالة. و قد تزيد البلاهة عندهم من نسبة تدفق(الأدرينالين) والخوف الأبدي، وكأنهم (أَعْجَازُ نَخْل خَاوِيَة/ قرآن كريم/ سورة الحاقة) تسقط من عروشها المصداقية والجدية. إن الحكمة عند عُصبة التفاهة (الجدد) تتمثل في نشر الفُرقة (الخَواضْ)، وإحداث شرخ داخل المكون الواحد ورمي نبال الرمح (المسحور) بالنقد المبتذل على كل من يسفه أقوالهم !!!
التجربة في باب البلاهة وما جاورها من التفاهة والبهتان، تأتينا من تتبع تلك السجالات العقيمة، والمتدنية بالركاكة والتسفيه والدونية. من تم نستوثق أن البعض يعشق النهل من التفاهة إلى درجة أنه بات متخصصا في إنتاج علاماته الحصرية في (البلاهة)، وغياب الفطنة والحكامة والنضج العلمي والأكاديمي. التجربة تعلمنا، أن البلاهة متضمنة لعناصر متنوعة من الاستهبال (الفنتازيا) غير المألوفة، و تتأسس على زوبعة من الفوضى الأشد مكرا، وانتهاكا لدولة الحق والقانون.