آخر الأحداث

نوم الشرفة والحلم الذي يأتي أو لا يأتي…

هيئة التحرير27 مايو 20255 مشاهدة
نوم الشرفة والحلم الذي يأتي أو لا يأتي…

محسن الأكرمين.

الثلاثاء 27 ماي 2025 – 14:00

أنام في الشرفة العالية لأتدرب على مستقبلي، هذا الاختلاف مع العادة، يجعلني ألتقط بالسرعة تلك المعينات القادمة، وبلا انتظار قد يطول، ولا يتحدد زمن ميعاده الآتي.

كل ما رأيته البارحة والليلة أفزعني وأرهق نومي باليقظة والتحدي، وحتى غياب الوعي المتمركز، فَسُحقا لكل كوابيس ليلتي المتمردة، والتي لا تنتهي بالتوافد إلا بصياح ديك فجر جديد قريب من مكان استلقائي المنهك.

ما أفزعني سؤال كوابيسي المُضللة: هل تفكر في الغد؟ هل ستأتي؟ كانت كل إجابتي المُرَّة،ِ أنا في طريقي (إن شاء الله). كنت أعبر بحذر يا صديقي في التفكير والإحاطة، إنه من سوء حظي المتمسك بذاتي، وليس بالحظ المُتأفف عن القدوم نحوي، والنيل من مشاعري وتفكيري بالأرق المضني.

أحيانا يكتشف الأعمى طريق الحفر، ولا يرتادها البتة، لكني كنت بحق ذاك الأعمى الذي يكرر نوم الشرفة، وينتظر المجهول الآتي من غابة الجبل الشامخ، وقد يسقط غير ما مرة ثم يعيد الوقوف.

كنت ألازم مداومة استرداد تترد التفكير في النقطة السوداء المظلمة بالترميد القاتم، حتى أنها أصبحت مزامنة بيني وبين تلك البداية المظلمة في هذا العالم بتقايس الواقع المربك. و كثيرا ما تحاول احتلالي سلميا وحمايتي من انتهاكات (ملك الأشباح)، والضغط على مشاهدي بالتكرار (مَا كَايَنْ وَالُو…) مثل تعليمنا الذي يربينا من التكرار ومنه نتعلم القراءة والكتابة والتفكير في (المواطن الصالح).

كانت عجرفة تلك الكوابيس النائحة تزعجني كثيرا، وتوقظ نومي بالمواجع والألم، لكن سيد السهول كان يناديني: هذا أنا، لا تخف فكل من اكتسب الخوف في الغابة بات فريسة صائغة.

من عزيمتي الثورية على مخاوفي، أني كسرت كرسي الشرفة العالية، وتحولت من ملامح ذاتي الخارجية نحو إرضاء أنانيتي الداخلية بالتعقل ومعاودة نسج مواقفي بالمتغيرات.

في الصباح، سمعت مؤذن الفجر ينادي (الصلاة خير من النوم…)، توكلت على الله… و حينها لامست أن ظلي يُخفي عني كل كوابيسي الماضية.