آخر الأحداث
أطر التربية والتكوين التجمعيين بعمالة مكناس يؤسسون تنظيمهم الصحة بالعالم القروي بجهة درعة تافيلالت في صلب اهتمامات المديرية الجهوية لوزارة الصحة والحماية الاجت... فريق طبي مغربي يجري عمليات جراحية ناجحة لمرضى الكبد والبنكرياس بالمستشفى الوطني بنواكشوط لفتيت..الشركات الجهوية متعددة الخدمات وضعت برنامجا استثماريا يبلغ في مجمله 253 مليار درهم الرباط..توقيع اتفاقية لإحداث مكتب إقليمي لمنظمة مؤتمر لاهاي للقانون الدولي الخاص الاعتراف البريطاني بالحكم الذاتي،دعم متصاعد لمغربية الصحراء وعزلة متزايدة لخصوم الوحدة الترابية. تكريم السنيغالي منصور صودا والفنان المغربي عمر السيد بالمهرجان الدولي السينما الإفريقية في دورته 25 ... انتخاب عبدالسلام بوعاز رئيسا جديدا لعصبة فاس مكناس لكرة القدم جلالة الملك يوجه رسالة سامية إلى المشاركين في ملتقى "إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة" الصحراء المغربية .. المملكة المتحدة تعتبر مخطط الحكم الذاتي "الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق و...

مؤتمر التربية والعلوم المعرفية بجامعة المولى إسماعيل بمكناس يخلق بنية تشاركية بين المؤسسات الجامعية ومراكز البحث العلمي وطنيا ودوليا

هيئة التحرير1 يونيو 202539 مشاهدة
مؤتمر التربية والعلوم المعرفية بجامعة المولى إسماعيل بمكناس يخلق بنية تشاركية بين المؤسسات الجامعية ومراكز البحث العلمي وطنيا ودوليا

سامي دقاقي

الأحد 01 يونيو 2025 – 15:44

اُخْتُتِمت مساء يوم الأربعاء الماضي 28 ماي 2025، برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ظهر المهراز بفاس، فعاليات المؤتمر العلميّ الدوليّ في موضوع: “التربية والعلوم المعرفية ورهانات التجديد التربوي في المؤسسات التعليمية”، الذي نظمته كلّ من جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس – المغرب والمدرسة العليا للأساتذة بمكناس، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز، ومختبر علوم التربية والفلسفة والإنسانيات ومختبر علوم اللغة، والآداب، والفنون، والتواصل، والتاريخ، والتربية (SLLACHE) أيام: 26-27-28 ماي 2025.
هذا، وقد طُرِحت في وقائع هذا المؤتمر مختلف الأسئلة والإشكالات التي تمسّ التربية، من حيث الجودة والمردودية، ومختلف التدابير والوسائل والطرائق البيداغوجية والديداكتيكية والتكنولوجية القمينة بتحقيق الغايات المتوخاة من تحسين شروط التعلم في السياق المغربي والسياقات العربية والدولية، كما ناقش المؤتمر أهمية استثمار نتائج بحوث العلوم المعرفية في تفاعلها مع التربية، لاسيما داخل حجرة الدرس. خصوصا حين ندرك أن التحديات في التعليم عموماً معقدة، وغالبًا ما يكون تحقيق النتائج أصعب بالنسبة لبعض مجموعات المتعلمين، مع وجود حواجز تعترض التحسين، إذ غالبًا ما تكون راسخة بعمق ولا يمكن تشخيصها، ومباشرة العمل على التخفيف منها إلا باستثمار مهم للنتائج العصبية/السيكولوجية/ اللسانية… وفق مظاهر تفاعلها وتكاملها العميقة. ولعلّ رصد التفاعل العميق بين العلوم المعرفية والتربية، وفق ما جاءت به فلسفة المؤتمر، يتحقّق من خلال مرتكزين أساسيين؛ يرتبط الأول بالقيمة المضافة لاعتماد الرؤية المعرفية في التربية وفقاً لوضعين مهمين: الصعوبات والاضطرابات في مظاهر التعلم المختلفة. ويرتبط الثاني بتعزيز مدركاتنا الذهنية الدقيقة حول علاقات المدركات الحسية المختلفة بمظاهر اشتغال الدماغ في مواقف التعلم، مما يفتح الطريق أمام أعمال بحثية تروم فهماً أدقّ لمجموع المسارات الذهنية التي تقتضيها شروط معالجة المعرفة في الدماغ أثناء مسارات التعليم والتعلم (Borst & Cassot,2022)؛ ومن ثمة تطوير مختلف الاستراتيجيات البيداغوجية والديداكتيكية المتصلة بها.
جدير بالذكر أنّ فلسفة المؤتمر قد تبلورت من جهة أخرى في سعي المنظمين والمشاركين الوافدين من عدة دول أجنبية وعربية إلى إرساء بنية تشاركية بين المؤسسات الجامعية، ومراكز البحث العلمي، وصناع القرار والمؤسسات الحكومية المهتمة بمجال التربية، ووزارات التربية بغاية بناء وتعزيز استراتيجيات تطوير التربية والتعليم من الحضانة إلى الثانوي في هذه الدول.
ومن أجل خلق أبعاد تفاعلية متنوعة تتقاسم، من خلالها، أحدث نتائج البحث العلمي في المجال، وأنجح برامج التطوير المعتمدة في مختلف الجامعات ومراكز البحث، وأحسن المشاريع التنموية التي يمكنها أن تطور الفعل التربوي باعتماد رؤية معرفية غنية ومتطورة؛ عمل المنظمون لهذا المؤتمر الدولي على أن تتحقق وقائعه وفق أربعة مظاهر أساسية: 1- محاضرات افتتاحية، 2- عروض شفوية، 3- ملصقات علمية، 4- ورشات تكوينية، وذلك بهدف توفير إجابات مقنعة لأسئلة مهمة من مثل: كيف يمكن أن نوسع نطاق التعليم ونحسن من جودته في سياقات مختلفة؟ كيف يمكن للجامعات وبنيات البحث فيها من فرق بحثية ومختبرات من أن تعمل على تطوير القدرات ضمن النظام البيئي التعليمي الأكبر؟ ما الإضافة النوعية الذي يمكن أن تقدّمها الرؤية المعرفية في مقاربة الفعل التربوي بكل أبعاده، ومسالكه، وغاياته؟ ما الأساليب التربوية، والمقاربات المعرفية، وأفضل الممارسات التي يمكن اعتمادها لضمان جودة التعلم؟ كيف يمكن تقييم عمليات التعلم بشكل أفضل؟ ما المهارات والقدرات التي يجب تطويرها لدى الأساتذة لدعمهم في تطوير مقرراتهم الدراسية؟ كيف يتم تقييم فاعلية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم والتعلم؟
وقد انفتح المؤتمر، الذي توزعت لغاته بين العربية والفرنسية والإنجليزية، على مختلف المهتمين والباحثين (أستاذة باحثين وطلبة باحثين)، والخبراء، والمؤسسات الأكاديمية ومراكز البحث، وصناع القرار. ومن أبرز ما ميّز هذا المؤتمر طابعه الدولي، حيث شارك فيه باحثون من عدة دول عربية وأجنبية، هي: المغرب، سلطنة عمان، الأردن، المملكة العربية السعودية، فلسطين، تونس، كندا، فرنسا، سويسرا، والصين. كما بلغ عدد المتدخلين في هذا الحدث العلمي 67 مشاركا، قُدمت خلاله 42 مداخلة علمية، وتخللته خمس ورشات عمل متخصصة، وذلك بغاية إثراء النقاش حول المحاور الآتية:
 المحور الأول: التعليم والتعلم وفق ثوابت معرفية: الكائن المعرفي، والمحتوى التعليمي، والوسائط الديدكتيكية، والموجهات المعرفية.
 المحور الثاني: التعليم الأولي ورهانات التكوين والتجديد التربوي
 المحور الثالث: صعوبات /واضطرابات التعلم
 المحور الرابع: الهندسات البيداغوجية وهندسات التكوين
 المحور الخامس: بناء المحتويات التعليمية ومحتويات التكوين
 المحور السادس: الموجهات الديداكتيكية والمقاربات البيداغوجية في التعليم والتعلم
 المحور السابع: الرقمنة وتعزيز فرص التعليم والتعلم الإلكتروني
 المحور الثامن: النوروتربية ومستلزمات بناء جودة التعليم والتعلم
وقد نجح المؤتمر في تحقيق الأهداف التالية:
• مشاركة أحدث البحوث والدراسات التي أجريت في سياقات مختلفة حول التعليم والتعلم؛
• تعزيز تبادل المعرفة بين الباحثين واختبار أثرها العلمي؛
• تطوير الحوار التشاركي بين وزارات التربية والتعليم، والمؤسسات الأكاديمية والهياكل / مراكز البحث العلمي، والمدارس بهدف تطوير استراتيجيات سليمة لدعم العملية التعليمية، وتطوير البرامج التدريبية لتعزيز التربية النظامية وغير النظامية من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية؛
• مناقشة المشاريع البحثية المستقبلية والشراكات المحتملة من أجل التعاون العلمي؛
• توفير فرص التدريب من خلال المشاريع البحثية للطلاب والمعلمين؛
يُذكَر أنّ فعاليات هذه النسخة الدولية الأولى قد أسفرت عن توصيات كبرى جاءت على النحو التالي:
• إعادة صياغة الرؤية المعرفية للأنماط التربوية وتطوير جوهر المسالك النظرية والإجرائية التي تشتغل بيداغوجياً، وديداكتيكياً، وعصبياً على التعليم والتعلم معرفيا؛ من خلال معرفة كيفية عمل الدماغ، وطبيعة المعلومات المعالجة داخله، والعمليات المعرفية والميطا معرفية التي تقتضيها مسارات التعلم المختلفة؛
• مواكبة البنيات البحثية داخل المؤسسات الأكاديمية للخطط الاستراتيجية للوزارة الوصية والاشتغال على مشاريع بحثية تعزز هذه الاستراتيجيات وتخدمها؛
• خلق جسور علمية بحثية مستدامة بين كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ظهر المهراز، والمدرسة العليا للأساتذة بمكناس من أجل تعزيز التعاون البحثي في قضايا التربية، مع إشراك مؤسسات أكاديمية وبنيات بحثية أخرى وطنية ودولية في هذا المشروع؛
• توفير مرتكزات نظرية وتطبيقية لتطوير الأداء الأكاديمي للأساتذة وزيادة منسوب مداركهم البيداغوجية والديداكتيكبة المتصلة بتعليم اللغة العربية وتعلمها وفق ثوابت معرفية (cognitives) حديثة؛
• تعميق الحوار العلمي بين المتخصصين في مجالات التربية، واللسانيات، وعلوم الأعصاب، وتعليمية اللغات… وإنشاء لغة مشتركة تنهل من معين علوم الدماغ، ليتسع مدى إدراك مسالك التفاعل والتكامل العلمي بينها وبين التربية على نطاق أوسع في الدوائر التعليمية والسياقات التربوية الوطنية والدولية.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذا المحفل العلمي الدولي شهد تكريم الرئيسين الشرفيين للمؤتمر؛ السيد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز، جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، السيد محمد مبتسم، والمدير السابق للمدرسة العليا للأساتذة بمكناس، جامعة المولى إسماعيل، مكناس، السيد محمد أمين، وأيضا تكريم المدير الحالي الدكتور عبد الرحمان حداد. كما وزّعت دروع شكر وتقدير لمن ساهموا في تقديم محاضرات افتتاحية خلال فعاليات هذا المؤتمر ومنحوا له زخما علميا رفيعا، ومنهم الدكتور فؤاد شفيقي، المفتش العام المكلف بالشؤون التربوية بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وعزيز قيشوح الأمين العام للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، والدكتور أحمد الكروري عن جامعة الأخوين بالمغرب، والجامعة الدولية Grand-Bassam ب”كوت ديفوار”.