آخر الأحداث

الدار البيضاء تحتضن أكبر عرض لفن العيطة من توقيع نسيم حداد

هيئة التحرير4 يوليو 20253 مشاهدة
الدار البيضاء تحتضن أكبر عرض لفن العيطة من توقيع نسيم حداد

صدى المغرب – الدارالبيضاء

الجمعة 04 يوليوز 2025 -11:39

يقدّم الفنان والباحث المغربي نسيم حداد، مساء السبت 5 يوليوز، سهرة فنية كبرى بالساحة الكبرى لموروكو مول بالدار البيضاء، تُوصف بأنها أضخم عرض لفن العيطة في تاريخ المغرب، من حيث الحجم والتنظيم والإخراج البصري.

ويأتي هذا الحفل ضمن جولة “Ayta World Tour”، التي أطلقها حداد بهدف إعادة تقديم التراث المغربي، وفي مقدمته فن العيطة، برؤية معاصرة تمزج بين الجماليات الصوتية والبُعد الحضاري لهذا اللون الغنائي.

الحفل، الذي يُنتظر أن يستقطب جمهورًا متنوّعًا من داخل المغرب وخارجه، سيكون مرفوقًا بأوركسترا موسيقية ضخمة، وعرض بصري متكامل، يعكس التصور الفني الجديد الذي يحمله حداد في تعامله مع فن العيطة، بعيدًا عن التنميط .

ويُعد نسيم حداد من الأسماء الفنية المغربية التي أثارت انتباه الجمهور والنقّاد خلال السنوات الأخيرة، بفضل مشروعه الذي لا يقتصر على الأداء الغنائي، بل يمتد إلى التوثيق الموسوعي، والتنظير الفني، والعرض المسرحي المتكامل. وقد عُرف بقدرته على مخاطبة فئات من الجمهور لم تكن بالضرورة مرتبطة سابقًا بالعيطة، وخاصة الجيل الجديد، الذي استطاع أن يتصالح مع هذا الفن من خلال رؤية حداد المبتكرة.

ويتميّز نسيم حداد بخلفية علمية لافتة، إذ يحمل دكتوراه في الفيزياء النووية، وسبق أن شارك في تجربة ATLAS داخل المركز الأوروبي للأبحاث النووية (CERN)، وصدرت له أكثر من 600 ورقة علمية منشورة في مجلات مرجعية. ورغم هذا المسار الأكاديمي البارز، اختار التفرغ لمشروعه الفني المرتبط بالهوية، والصوت، والذاكرة الجماعية.

وقد عرفت جولة “Ayta World Tour” نجاحًا لافتًا في عدد من المدن العالمية، حيث نُظمت حفلات بيعت تذاكرها بالكامل، في كل من باريس، أمستردام، الرباط، الدار البيضاء وغيرها. كما نجحت بعض أعماله الأخيرة في الوصول إلى جمهور عربي واسع، وتصدرت منصات الاستماع الرقمية، رغم اعتمادها على اللهجة الأصلية والنَفَس التراثي المحلي.

ويُنتظر أن يصدر لحداد في شتنبر المقبل كتابه الجديد “موسوعة العيطة”، وهو عمل توثيقي وتحليلي يُعالج هذا الفن المغربي من زاوية ثقافية ومعرفية، ويُعدّ جزءًا من مشروعه الأكبر الهادف إلى إعادة بناء العلاقة بين التراث المغربي وسياقه المعاصر.

ويُراهن حداد من خلال هذا الحفل المرتقب، على إعادة توطين العيطة في الفضاء الحضري، وإخراجها من القوالب النمطية الضيقة، لتصبح صوتًا جماعيًا معاصرًا، يستعيد موقعه الطبيعي في وجدان المغاربة، لا كرمز ماضوي، بل كأداة حية لإنتاج المعنى والانتماء.