صدى المغرب – متابعة
الخميس 10 يوليوز 2025 – 13:18
كشفت شركة كاسبرسكي، الرائدة عالمياً في مجال الأمن السيبراني، عن رصد أكثر من 19 مليون محاولة لتحميل ملفات ضارة أو غير مرغوب فيها، انتحلت صفة ألعاب فيديو رائجة لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و30 عاماً، وذلك خلال الفترة الممتدة من 1 أبريل 2024 إلى 31 مارس 2025.
وتصدّرت ألعاب مثل Grand Theft Auto (GTA) وMinecraft وCall of Duty قائمة أكثر الألعاب استغلالاً من قبل القراصنة الرقميين الذين يواكبون عن كثب التوجّهات الرائجة في عالم الألعاب الإلكترونية بهدف استهداف أكبر شريحة ممكنة من المستخدمين.
وفي إطار جهودها للتوعية، أطلقت كاسبرسكي لعبة تفاعلية جديدة بعنوان “Case 404“، تهدف إلى تثقيف جيل “زد” حول التهديدات السيبرانية وتمكينهم من حماية عالمهم الرقمي.
ويُعدّ جيل “زد” الأكثر تفاعلاً مع الألعاب الإلكترونية مقارنة بجميع الفئات العمرية الأخرى، كما أن سلوكه الرقمي يتّسم بالديناميكية والانفتاح، إذ يُنفق الشباب بين 15 و30 عاماً مبالغ تفوق ما ينفقه جيل الألفية وجيل “إكس” على الألعاب، ولا يقتصر اهتمامهم على عدد محدود من العناوين بل ينتقلون باستمرار بين الألعاب وفقاً للتوجّهات الفيروسية والمستجدات التقنية.
إلا أن هذا الانفتاح، ورغم ما يتيحه من فرص استكشاف وتجربة، يجعله أكثر عرضة للاستهداف من قبل مجرمي الإنترنت. وقد بلغ عدد المستخدمين المتأثرين بهذه الهجمات أكثر من 400 ألف مستخدم حول العالم خلال الفترة المشمولة بالدراسة.
وفي هذا الإطار، أجرى خبراء كاسبرسكي تحليلاً شاملاً شمل 20 من أبرز الألعاب الإلكترونية رواجاً لدى الفئة العمرية المستهدفة، من بينها GTA وNBA وFIFA وThe Sims وGenshin Impact، وذلك خلال الفترة الممتدة من الربع الثاني لسنة 2024 إلى نهاية الربع الأول من سنة 2025. وسُجّلت ذروة محاولات الهجمات في شهر مارس 2025، حيث بلغ عدد المحاولات المسجلة 1,842,370.
ورغم مضي أكثر من عقد على إطلاق GTA V، إلا أن سلسلة Grand Theft Auto ما تزال من بين أكثر العناوين استغلالاً نظراً لبيئة اللعب المفتوحة التي تتيح إمكانيات واسعة للتعديل، بالإضافة إلى المجتمع التفاعلي النشط حولها. وقد رصدت كاسبرسكي ما مجموعه 4,456,499 محاولة هجوم عبر ملفات تنكّرت في هيئة محتوى مرتبط بسلسلة GTA. ومع اقتراب إصدار GTA VI المتوقع سنة 2026، يتوقّع الخبراء تصاعد هذا النوع من التهديدات، خصوصاً مع إمكانية استغلال حماس الجمهور عبر طرح ملفات تثبيت مزيفة أو عروض وصول مبكر أو حتى نُسخ تجريبية وهمية.
وجاءت Minecraft في المرتبة الثانية بعدد 4,112,493 محاولة هجوم، وذلك بفضل نظام التعديل المفتوح الذي تتميز به، إلى جانب شعبيتها المتواصلة لدى جيل “زد”. وتلتها Call of Duty وThe Sims بتوالي 2,635,330 و2,416,443 محاولة. ويُعزى جزء كبير من هذه الأنشطة الخبيثة إلى الطلب المتزايد على أدوات الغش والإصدارات المقرصنة لألعاب مثل Modern Warfare III. في المقابل، يتعرض مستخدمو The Sims الباحثون عن محتوى مخصص أو إضافات غير رسمية لخطر تحميل ملفات خبيثة متنكّرة في هيئة “مودات” أو ميزات وصول مبكر.
وقد تؤدي هذه الهجمات إلى إصابة الأجهزة المستهدفة بأنواع متعددة من البرمجيات الخبيثة أو غير المرغوب فيها، مثل برامج التنزيل الخبيث أو أحصنة طروادة التي تسرق كلمات المرور، أو تراقب الأنشطة الرقمية، أو تمكّن المهاجمين من الوصول عن بعد، أو تنشر برمجيات الفدية. وعلى الرغم من تنوّع أهداف هذه الهجمات، يظلّ الاستيلاء على حسابات الألعاب أحد الأهداف الرئيسية، ليُعاد لاحقاً بيعها على شبكات الدارك ويب أو عبر منتديات إلكترونية سرّية.
وفي سياق متّصل، قام خبراء مركز الأبحاث والتحليل العالمي GReAT التابع لكاسبرسكي برصد الأسواق والمنصات الإلكترونية في الدارك ويب بهدف تتبّع الإعلانات التي تروّج لبيع حسابات الألعاب والملحقات الرقمية المسروقة. وكشفت التحريات عن تزايد مستمر في هذه العروض، ليس فقط ضمن شبكات الإنترنت المظلمة، بل أيضاً عبر منتديات مشبوهة معروفة وقنوات تيليغرام، مما يعكس توسّع رقعة تداول هذه السلع الرقمية غير المشروعة وسهولة الوصول إليها.
