صدى المغرب-محمد الحجوي
السبت12يوليوز2025-12:30
في مشهدٍ يُجسِّدُ تناقضًا صارخًا بين التضحية والغدر، تعرَّض أحد رجال الوقاية المدنية لهجومٍ وحشي خلال محاولته إنقاذ شخصٍ معتصمٍ فوق خزان ماء “شاطو”. فبدل أن يلقى الامتنان على جهوده، قوبلت محاولته الإنقاذية بضربةٍ قاسية بعصا على رأسه، ثم دُفع بقوةٍ من الأعلى، مما تسبب في إصاباتٍ بالغة نقل على إثرها إلى المستشفى في حالةٍ حرجة.
هذه الحادثة المأساوية لم تكشف فقط عن قسوةِ المهاجم، بل سلطت الضوء مرة أخرى على هشاشة التخطيط الميداني وضعف الوسائل المتاحة للتعامل مع مثل هذه الحالات. تساؤلاتٌ كثيرة تطفو على السطح: أين الخطط الاحترازية؟ أين الدعم اللوجستي الموعود؟ وأين التجهيزات التي تُظهرها التقارير الإعلامية بينما تختفي عند أول اختبار حقيقي؟
المواطنون يتساءلون بمرارة: لماذا يُرسَل عنصر وقاية مدنية أعزل لمواجهة شخصٍ غير مستقر نفسيًا دون أدنى تأمين؟ من المسؤول عن هذه القرارات المرتجلة التي تعرّض حياة الأبرياء للخطر؟ الحادث ليس مجرد خطأً في التقدير، بل إخفاق مؤسساتي يتطلب محاسبةً فورية.
في الوقت الذي يُحتفى فيه بالمغرب كوجهةٍ عالمية، تظل مؤسساته تعاني من اختلالاتٍ عميقة في التعامل مع الأزمات الفردية، خاصة تلك التي تتعلق بالصحة النفسية والسلوك العدواني. الحادثة كشفت بوضوح أن البلاد ما زالت تفتقر إلى الخطط العلمية والتدخلات المحكمة، وتعتمد بدلًا من ذلك على الارتجال والمجازفات.
المواطن لم يعد يُصدّق الحملات الإعلامية التي تروّج للجاهزية الوهمية. لقد حان الوقت لمراجعةٍ شاملة، وتحقيقٍ عاجلٍ يحدد المسؤوليات ويضمن عدم تكرار هذه المأساة. الشفاء العاجل للمصاب أمنية الجميع، لكن الأهم هو أن تتعلم المؤسسات الدرس: لا يمكن تغطية الفشل المؤسساتي بتضحيات الأبرياء.