بقلم الكاتبة الصحفية الصينية سعاد ياي شين هوا
الأربعاء 10 شتنبر 2025 – 17:30
افتتح في العاشر من سبتمبر الجاري في بكين معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات، والذي سيستمر حتى الرابع عشر من سبتمبر، بمشاركة ممثلين من 85 دولة ومنظمة دولية، وحضور نحو ألفي شركة، من بينها مئات الشركات العالمية الرائدة.
يُعقد المعرض هذا العام تحت شعار”القيادة الرقمية الذكية، وتجدد تجارة الخدمات الدولية”، ليعكس بوضوح توجه الصين نحو جعل الانفتاح في قطاع الخدمات رافعة للتنمية الاقتصادية وتعزيز التعاون الدولي.
تشير البيانات الرسمية إلى أن إجمالي تجارة الخدمات في الصين بلغ في النصف الأول من عام 2025 نحو 3.9 تريليون يوان، بزيادة قدرها 8% على أساس سنوي، وهو أعلى مستوى يُسجل في الفترة نفسها تاريخياً. وفي وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي ضبابية وتباطؤاً، يمثل هذا النمو دليلاً واضحاً على متانة السوق الصينية وقدرتها على توفير فرص جديدة للشركات العالمية.
ومن أبرز ملامح هذه الدورة اعتماد نموذج “معرض واحد، ومقر دائم”، بعد أن أصبح موقع حديقة شوقانغ المقر الثابت للحدث. هذا الموقع، الذي كان في السابق مصنعاً صناعياً، تحوّل إلى مركز دولي للمعارض يجمع بين الإرث الصناعي والابتكار التكنولوجي، ليعكس رؤية الصين في إعادة توظيف التراث الصناعي لخدمة المستقبل.
واللافت أن المعرض لم يعد مجرد منصة عرض، بل أصبح فضاءً للحوار ووضع المعايير. تشارك أستراليا هذا العام لأول مرة كدولة ضيف شرف، فيما تسهم منظمات دولية مثل المنظمة العالمية للملكية الفكرية في إثراء النقاشات. كما سيتم إطلاق تقارير مرجعية حول التجارة الرقمية وتطوير المدن السياحية، مما يعزز دور الصين كفاعل رئيسي في صياغة قواعد التجارة العالمية.
تسعى بكين هذا العام إلى إبراز علامة “الخدمات البكينـية” من خلال حلول ذكية في مجالات الحوكمة والتعليم والخدمات العامة، على أن تتوسع هذه العلامة تدريجياً لتشمل “الخدمات الصينية”، ما يجعل المعرض منصة رئيسية لترويج التجربة الصينية في قطاع الخدمات على الصعيد الدولي.
لا يمثل معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات حدثاً اقتصادياً فحسب، بل هو رسالة سياسية واقتصادية متكاملة: الصين ماضية في تعزيز الانفتاح، ودفع التحول الرقمي والأخضر، وتوسيع قنوات التعاون مع العالم.
وفي ظل التحولات الكبرى التي يشهدها النظام الدولي، يبرز المعرض كمرآة تعكس دور الصين المتصاعد في إعادة تشكيل مشهد التجارة العالمية، ليس فقط في السلع، بل أيضاً في الخدمات والمعرفة والابتكار.
