صدى المغرب – بكين
الثلاثاء 16 شتنبر 2025 -23:33
احتضنت العاصمة الصينية بكين، خلال الفترة الممتدة من 18 إلى 20 غشت 2025، فعاليات مؤتمر التعليم الذكي العالمي، الذي جمع أكثر من ثلاثين ممثلاً من مصر والجزائر والسنغال وجمهورية الكونغو الديمقراطية والكاميرون، إلى جانب وفود من بلدان إفريقية أخرى، بمشاركة مسؤولين حكوميين وشركاء أكاديميين.
وفي هذا الإطار، نظمت شركة هواوي المنتدى الإفريقي الأول للتعليم الشامل، وأبرمت عدة اتفاقيات تعاون مع دول إفريقية، بهدف تعزيز شمولية التعليم من خلال التقنيات الرقمية والذكية، والعمل على تطوير منظومات متكاملة مشتركة.
تتيح الابتكارات الرقمية والذكية آفاقاً جديدة لتخصيص مسارات التعلم وتحسين استغلال الموارد التعليمية. وعند تطبيقها على التعليم الشامل، فإنها تفتح المجال أمام تجاوز القيود الجغرافية والمادية، بما يضمن وصولاً أوسع إلى تعليم عالي الجودة، ويجعل من التكنولوجيا أداة حقيقية لخدمة القيم الإنسانية.
وفي كلمته الترحيبية، أكد السيد يي زيبينغ، نائب الرئيس والرئيس الرقمي لشركة هواوي شمال إفريقيا، التزام الشركة بالعمل جنباً إلى جنب مع شركائها من أجل تسخير أحدث ما أفرزته التكنولوجيا وتصميم حلول شاملة تتناسب مع واقع القارة الإفريقية، بما يكفل حق الجميع في الوصول العادل إلى التعليم.
ومن جانبه، شدد السيد بيتر زانغ، نائب الرئيس بقطاع الأعمال العامة العالمية في هواوي ومدير قسم التسويق والمبيعات الخاصة بالحلول للقطاع العام، على أن تطوير المواهب في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يمثل عاملاً أساسياً لتحقيق التنمية المستدامة، قائلاً: «على مدى العقد الماضي، قدمت هواوي الدعم لأكثر من 7800 مؤسسة تعليمية فيما يزيد عن 120 دولة، وأسست أكثر من 3000 أكاديمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالشراكة مع الجامعات حول العالم، ونجحت في تكوين أكثر من مليون طالب. وستواصل الشركة التزامها بالعمل مع شركائها لتطوير حلول مبتكرة قائمة على تقنيات الجيل الجديد، دعماً لمسيرة تطور التعليم بجودة عالية.»
بدوره، قدّم وو يونغه، مدير لجنة توحيد معايير التعليم الإلكتروني بوزارة التعليم الصينية وأستاذ بجامعة الصين الشرقية للمعلمين، عرضاً شاملاً للتجارب والممارسات الصينية في مجال التعليم الرقمي والذكي. وأبرز أن التلاقي بين السياسات الوطنية والتشريعات المحلية، المدعوم ببنية تحتية رقمية قوية، أتاح دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف مراحل العملية التعليمية، الأمر الذي عاد بالفائدة على عشرات الملايين من المعلمين والطلاب، وساهم في تحسين ملموس لجودة التعليم.
وفي مداخلتها المخصصة لخصوصيات القارة الإفريقية، أوضحت ليو يوي، مديرة التعليم الشامل بهواوي شمال إفريقيا، أن النقص في الموارد التعليمية وضعف البنى التحتية يستدعيان حلولاً متكاملة وشاملة.
ولهذا الغرض، تقترح هواوي مقاربة متكاملة من البداية إلى النهاية (الجهاز–البنية–السحابة–الذكاء)، تتضمن الفصول الدراسية الذكية، والأجهزة السحابية منخفضة التكلفة، وحلول الاتصال الخاصة بالحرم الجامعي، إلى جانب المنصات السحابية والذكية المتكاملة.
وتهدف هذه المقاربة إلى تخطي الحدود التقليدية للفصل الدراسي، وتعزيز العدالة والجودة التعليمية، والمساهمة في تحقيق الهدف العالمي المتمثل في ضمان وصول شامل إلى تعليم عالي الجودة، وتسريع وتيرة التحول الرقمي والذكي للقطاع التعليمي.
كما تخلل المنتدى تقديم عرض تقني متطور من طرف شركة متخصصة في التعليم الذكي، تمثل في “المعلم الرقمي” القائم على الذكاء الاصطناعي، والذي جسّد أحدث ما توصلت إليه الابتكارات العملية في مجال التعليم المدعوم بالذكاء الاصطناعي. ويتيح هذا الابتكار تبادل الموارد التعليمية ذات الجودة العالية، كما يواكب التطور الشخصي للطلاب، مساهماً بذلك في تسريع التحول الرقمي والذكي للتعليم.
شراكات استراتيجية لدعم التعليم في إفريقيا
وفي إطار المنتدى، وقّعت معالي البروفيسور الدكتورة صومبو أيان سافي موكونا ماري-تيريز، وزيرة التعليم العالي والجامعي بجمهورية الكونغو الديمقراطية، رسالة نوايا مع شركة هواوي.
وتشمل هذه الرسالة تطوير البنى التحتية الرقمية الجامعية، وإنشاء فصول ذكية ومنصات للتعلم الإلكتروني، وتعزيز المهارات الرقمية لدى الأساتذة والطلاب، إضافة إلى التعاون في مجالي التعليم والبحث.
كما اتفق الطرفان على إحداث مختبر ابتكار مشترك بالكونغو الديمقراطية، يهدف إلى تكوين جيل جديد من الكفاءات الشابة المتوافقة مع متطلبات العصر الرقمي.
وبالمثل، وقّع السيد مصطفى مامبا غويراسي، وزير التربية الوطنية بالسنغال، مذكرة تفاهم مع شركة سوناتيل وشركة هواوي، لتعزيز التعاون في مجالات التجهيزات التعليمية الرقمية، وتطوير البنى التحتية الرقمية، وتكوين الكفاءات.
ومن المرتقب أن يسهم هذا التعاون في تسريع مسار التحول الرقمي للتعليم الوطني، ودعم شمولية التعليم بالسنغال.
وعلى هامش الحدث، قام وفود وزارية من قطاع التعليم وممثلون عن الجامعات الإفريقية بزيارة مواقع عرض مخصصة للتعليم في بكين وشينزن ودونغوان، حيث أجروا لقاءات معمقة مع نظرائهم الصينيين. وفي ظل هذه الدينامية، تبرز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كعامل محفّز لتحقيق العدالة والابتكار في مجال التعليم.
وتؤكد هواوي من جديد التزامها الراسخ بالعمل مع شركائها وعملائها من أجل تعزيز العدالة التعليمية في القارة الإفريقية، عبر تسخير الإمكانات الواسعة التي توفرها التقنيات الرقمية الحديثة.