آخر الأحداث

لقد تحملت مسؤوليتي فليتحمل الجميع مسؤوليته…نعم للحقوق لا للفوضى نعم لجسر التواصل والحوار

هيئة التحرير3 أكتوبر 20256 مشاهدة
لقد تحملت مسؤوليتي فليتحمل الجميع مسؤوليته…نعم للحقوق لا للفوضى نعم لجسر التواصل والحوار

صبري الحو*

الجمعة 03 أكتوبر 2025 – 16:30

لا جدال في شرعية المطالب المرفوعة من طرف الشباب من أجل التعليم والصحة والشغل ومحاربة الفساد، وهي مطالب عموم المغاربة، فالجميع يعاني ولو في صمت، سواء عديمي الإمكانيات او حتى الطبقة المتوسطة.

بيد أن مشروعية المطالب، التي هي حقوق من حيث المبدأ غير قابلة للتصرف، يجب ان تكون المطالبة بها والدفاع والنضال من أجلها في اطار سلمي حضاري وراقي. وليس عبر وسيلة اللجوء إلى العنف والكسر والتخريب والضرب والجرح وإضرام النيران…

فكما أن الحرمان من الحق او المعاناة من جودة الحق مرفوض وغير مقبول. فان المطالبة به خارج ضوابط ومساطر ممارسة الحريات العامة، او بالاعتداء على حقوق الغير، سواء كان اشخاصا ذاتيين او اعتباريين مرفوض وغير مقبول ايضا.

وصيغ الانزلاق الحالية تشكل أركانا لجرائم خطيرة أغلبها يكيف جنايات فهي تكيف وعقوبتها ثقيلة جدا جدا. تتجاوز خمس سنوات من الاعتقال وما فوق ، وقد تصل الضعف او ضعفين او اكثر من ذلك، ولكم تصور قصر العمر!! مع طول السنون.

وقد يجد الشخص نفسه في حالة هيجان او انسياق او اندفاع او تغرير او عدم المراقبة و عدم التحكم محل مساءلة قانونية وقضائية قد تعصف بحياته ومستقبله، و تلخبط نمط حياة عائلته وأسرته وسكينة وطمأنينه والديه.

ولهذا ، نعم والف نعم للمطالبة بكفالة الحقوق والحريات في شتى تجلياتها وتمظهراتها لكن في اطار القانون، وفي اطار سلمي. فلا يمكن هدم كل شيء من أجل شيء . ولا يمكن للحكومة ان تنتظر الغضب والكسر والتخريب لتعبر عن قبولها بالحوار .

فكما يمكن مساءلة الحكومة ومحاسبتها عن اي تقصير او عجز او فشل او تهاون او رعونة وومقاضاة أعضائها عن اية جريمة يرتكبونها. و يمكن إعفاؤها او اقالتها او تقديم استقالتها .

فان ذلك يتم تصريفه في اطارات متعددة امام الملك وامام البرلمان وامام المحاكم وامام الشعب ايضا ، عند حلول استحقاقات جديدة، والكل يتم وفقا وفي اطار الدستور والقانون.

إن البناء شاق وصعب وعسير ومكلف بينما الهدم والكسر والحرق والتخريب سهل ويسير. وصاحب البناء هو الذي يخشى ويخاف ويتألم ويبكي ويحتاط. والمغرب قطعا أشواطا كبيرة في البناء والتشييد والتكوين، ومن حقنا وبدون خجل ان نخاف عليه.

ولهذا علينا ان نتحمل جميعا المسؤولية شبابا وشبيبا نساء ورجال آباء وأمهات من أجل أولادنا ومن أجل المغرب ومستقبل المغرب، فهو أمانة في أعناق الجميع، ويستوي في ذلك المواطن العادي كما التاجر والفلاح والعامل والموظف والجندي والمعلم والتلميذ .

فاللحظة تستدعي تفعيل يقظة ومسؤولية الجميع ، وتنفيذ التزامات المواطنة واظهار حب الوطن بالقول والفعل والعمل ؛ في البيت مع العائلة والمحيط وفي المدرسة والمقهى والشارع وفي كل مكان.

لقد اختلطت الأمور، واصبحت ملغومة ومبهمة و غامضة، والواضح الوحيد فيها، نقوله بكل وضوح وايمان ومسؤولية ودون تردد. نحن مع الملك ومع المغرب و مع الوطن.

*محامي بمكناس
خبير في القانون الدولي ونزاع الصحراء
الرئيس العام لأكاديمية التفكير الاستراتيجي درعة تافيلالت