صدى المغرب- فاس
الأربعاء 15 أكتوبر 2025 – 15:33
أعطى السيد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، اليوم الأربعاء بالجامعة الخاصة لفاس ، انطلاقة أشغال الندوة الدولية حول “الولوجية والتنقل في المناطق الحضرية وشبه الحضرية: التحديات والفرص من أجل مدن الغد”، بمشاركة السيد عبد الصمد قيوح، وزير النقل واللوجيستيك، والسيد باتريك ماليجاك، الكاتب العام للجمعية العالمية للطرق PIARC – في مداخلة عن بعد – فضلا عن السيد محمد عزيز لحلو، رئيس الجامعة الخاصة لفاس، والسيد محمد قشار، المندوب الأول ورئيس الجمعية المغربية الدائمة لمؤتمرات الطرق، وبحضور السيد رئيس مجلس جهة فاس – مكناس إلى جانب عدد هام من الأطر الأكاديمية والباحثين الوطنيين والدوليين.
في كلمته الافتتاحية، أكد السيد بركة أن النقل والتنقل يتجاوز كونه مجرد وسيلة، فهو في جوهره حق من الحقوق الأساسية للمواطنات والمواطنين، ودعامة جوهرية للعدالة الاجتماعية، ومحرك فعال للنمو الاقتصادي، وأساس متين لتحقيق الاستدامة البيئية.
ولفت السيد الوزير إلى أن مدننا تواجه اليوم تحديات متعددة ومعقدة في ظل التوسع العمراني المتسارع الذي تشهده، حيث تعاني من الازدحام المروري المتزايد، والضغوط البيئية المتصاعدة، إضافة إلى إشكاليات الأمن والسلامة، مشيرا إلى أن هذه التحديات تفرض علينا ضرورة تبني رؤية استراتيجية واضحة، وتوظيف الابتكار التكنولوجي، والتحلي بإرادة سياسية قوية.
أبرز السيد نزار بركة أنه انسجاما مع الرؤية الملكية النيرة، وضع المغرب التنقل المستدام في صلب التهيئة العمرانية والتنمية الشاملة، حيث تطمح المملكة إلى تحديث شبكاتها وتطوير وسائل نقل جماعي عالية الأداء، وتشجيع التنقل النشط، ودمج التقنيات الحديثة لتحسين إدارة تدفقات المرور، وخفض البصمة الكربونية.
وأكد السيد نزار بركة أن هذه الندوة، المنعقدة في إطار أشغال الجمعية العالمية للطرق، تمثل فرصة ثمينة للاطلاع على سبل تعزيز التكامل بين مختلف وسائل النقل، وتيسير التنقلات، والاستفادة من التجارب الناجحة في خفض الانبعاثات، مع استكشاف الحلول الكفيلة بتأمين تنقل الفئات الهشة، والفرص التي توفرها البيانات الرقمية والتخطيط الذكي، وكذا المسارات الممكنة لبناء مدن شاملة ومرنة وقادرة على التكيف مع تحديات التغير المناخي والديموغرافي.
وأشار السيد الوزير إلى أن هذه الأشغال ليست غاية في حد ذاتها، بل تهدف إلى إنتاج توصيات عملية وملموسة، تماشيا مع توجيهات صاحب الجلالة، الداعية إلى صياغة نموذج جديد للحكامة قائم على ثقافة النتائج، في أفق توجيه السياسات العمومية، وإلهام الاستراتيجيات الحضرية، وتحفيز إطلاق مشاريع ذات أثر كبير وفعال.
واختتم السيد نزار بركة كلمته بالتأكيد على قناعة المملكة للعمل على استجابة منسقة، تتماشى مع التوجهات الدولية في مجال النقل، لافتا إلى أن هذه الندوة الدولية تشكل فرصة استثنائية لتبادل الرؤى، ومقارنة التجارب، وتحديد أنجع آليات العمل وأكثرها فاعلية، وذلك في إطار التعاون الدولي البناء والتشاركي.