صدى المغرب-فرجينيا
الأحد23نونبر2025-14:50
في إطار التعاون الاقتصادي والثقافي المتنامي بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، استضافت ولاية فرجينيا يوم الجمعة الموافق 22 نونبر، الدورة التاسعة لـ قمة الأعمال الصغيرة (Small Business Summit). تأتي هذه القمة جزءاً من الاحتفالات السنوية بـ “يوم المغرب” الذي تُخصّصه الولاية لشهر نونبر من كل عام، مما يؤكد على عمق الروابط التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
ورشات عمل متخصصة: المغرب بوابة أفريقيا والاستثمار في الأقاليم الجنوبية للمملكة
شهدت القمة تنظيم ورشتي عمل متخصّصتين لاقتا تفاعلاً كبيراً من الحضور:
1. فرص الاستثمار في الأقاليم الجنوبية: ركّزت الورشة الثانية على الإمكانات الهائلة للاستثمار في الأقاليم الجنوبية للمملكة. وتم التأكيد على أن هذه الأقاليم أصبحت “أرضاً خصبة” وجاذبة لرؤوس الأموال في قطاعات واعدة مثل الطاقات المتجددة، واللوجستيك، والسياحة، والتكنولوجيا، مما يوفر محفزات استثمارية للمستثمرين المغاربة والأمريكيين على حدٍ سواء.
2. المغرب والتحول الرقمي: تناولت الورشة الأولى موضوع الشراكة والتعاون، وكيف أصبح المغرب بوابة إفريقيا في مجالات التحول الرقمي والابتكار التكنولوجي. وقدّم الخبراء المشاركون رؤى معمّقة حول الفرص المتاحة للشركات الأمريكية للاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمغرب كمركز إقليمي للنمو التكنولوجي.
الاعتراف الرسمي بـ”يوم المغرب” في الإسكندرية (فرجينيا)
وبمناسبة تنظيم يوم المغرب، تم الإعلان رسمياً عن تخصيص مدينة الإسكندرية بولاية فرجينيا يوماً سنوياً للاحتفال بـ “يوم المغرب” في 31 أكتوبر من كل سنة. يأتي هذا التاريخ تزامناً مع ذكرى عزيزة على المغاربة وهي عيد الوحدة الطي اعلن جلالة الملك محمد السادس نصره الاله عن الاحتفال به كل يوم 31 أكتوبر من كل سنة بمناسبة الاعتراف الاممي بالحكم الذاتي لكحل للنزاع حول قضية الصحراء المغربية.
وقد قدّمت عمدة مدينة الإسكندرية الاعتراف الرسمي للسيد محمد الحجام، رئيس الشبكة المغربية الأمريكية، خلال القمة. وبموجب هذا الاعتراف، ستكون المدينة مشاركة بصفة رسمية في الاحتفالات بهذا العيد الوطني المغربي، مما يوطّد عمق الترابط الثقافي والتاريخي بين البلدين الصديقين.
قمة فرجينيا ودعوة لمد جسور التعاون
وفي هذا الصدد، شدد السيد محمد الحجام، رئيس الشبكة المغربية الأمريكية ومؤسس ومالك شركة “إيفي أكشن” (الراعي الرسمي للقمة)، على أن رسالة الشبكة تقديرها ترتكز على دعم الشركات الصغيرة والمساهمة الفعالة في بناء جسور متينة للتعاون الاقتصادي والثقافي بين المغرب والولايات المتحدة.
لقد مثلت هذه القمة فرصة مميزة لتعزيز التواصل بين المجتمعات وتشجيع الشراكات التي تقودها الشركات الصغيرة على المستويين المحلي والعالمي. وتُعد القمة منصة مثالية للالتقاء المباشر بين رجال الأعمال من كلا البلدين، كما تساهم في توفير فرصة حقيقية للشركات الصغيرة لتوسيع نطاق أعمالها وحضورها ضمن الرؤية الاقتصادية العالمية.
“الذكاء الاصطناعي والشركات الصغيرة” محور القمة
ركزت قمة الأعمال الصغيرة لهذه السنة على الموضوع الحيوي “الذكاء الاصطناعي والشركات الصغيرة”. تخللت القمة العديد من الفعاليات والجلسات الحوارية المكثفة التي تناولت قضايا ريادة الأعمال، مسلطة الضوء على الفرص الهائلة للتعاون الدولي، لا سيما بين مراكز الأعمال في واشنطن والمدن المغربية.
شهدت الدورة مشاركة وازنة شملت عمدة المدينة، ونخبة من رجال الأعمال المغاربة والأمريكيين، إلى جانب عدد من الخبراء في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد. أكد المشاركون بالإجماع على الأهمية القصوى لإنشاء منصة تفاعلية ضخمة تجمع بين الفاعلين الاقتصاديين المغاربة والأمريكيين، بهدف دعم الشراكات الاستراتيجية وتبادل الخبرات.
الختام: توثيق مسيرة التنمية والإعلان عن بعثة استثمارية
اختُتمت أعمال القمة بنجاح، حيث تم تسليط الضوء على الإنجازات الاقتصادية الكبرى للمملكة والتأكيد على الدور المحوري للشركات الصغيرة كقوة دافعة للتنمية.
وتميز حفل الختام بفقرة ثقافية نوعية تمثلت في تقديم وعرض خاص لكتاب المصور المغربي حسن نجيبي. يوثق هذا الكتاب القيّم، من خلال مجموعة من الصور التاريخية المُلتقطة منذ ثمانينات القرن الماضي، مسيرة التطور الاقتصادي والتحول التنموي للمغرب في عهدي جلالة الملك الحسن الثاني وجلالة الملك محمد السادس. وقدّم العرض للحضور رابطاً بصرياً حياً يربط الماضي بمراحل الإنجاز المتلاحقة.
كما تم الإعلان رسمياً عن خطوة عملية لتعزيز الشراكة، وهي تنظيم زيارة لوفد اقتصادي أمريكي إلى مدينة الداخلة بالجنوب المغربي. وتهدف هذه الزيارة إلى التعرف عن كثب على الفرص الاستثمارية الواعدة في المدينة ومناطق الاستثمار الحرة بها.
واختتمت فعاليات الدورة الثامنة لقمة الأعمال الصغيرة بتكريم العديد من الفعاليات الاقتصادية والدبلوماسية البارزة من الجانبين المغربي والأمريكي، تقديراً لجهودهم في تعزيز جسور التعاون الثنائي.




