صدى المغرب-نجيم الهزاط
الجمعة 12 دجنبر 2025-15:14
انطلقت، مساء أمس الخميس، فعاليات الدورة العاشرة الذهبية للمهرجان الدولي لسينما المقه بتازة، التي تنظمها جمعية المهرجان إلى غاية السبت المقبل، دورة استثنائية اختارت أن تحمل اسم المخرج الراحل محمد الركاب، وفاء لروحه واعترافاً بمساره الفني الحافل، واحتفاءً بإسهاماته في السينما والإذاعة والتلفزة وتدريس الصحافة السمعية البصرية بالمعهد العالي للصحافة بالرباط.
وجاء حفل الافتتاح غنياً باللحظات الفنية والإنسانية، حيث افتُتحت الدورة بكلمة لرئيس جمعية مهرجان سينما المقهى عزيز زروقي، الذي أكد أن الاحتفال بالعشرية الأولى للمهرجان يمثل تتويجاً لمسار ثقافي مميز جمع بين الفكر والإبداع والاقتراب بالسينما من فضاء المقهى باعتباره مساحة للقاء وتبادل الأفكار. من جانبه، عبّر خالد الصنهاجي، نائب رئيس مجلس جماعة تازة، عن اعتزاز المجلس بدعم هذا الحدث الذي أضحى ركناً أساسياً في المشهد الثقافي المحلي ودعامة لتعزيز مكانة تازة ضمن الخريطة السينمائية الوطنية.
تميز حفل الافتتاح بتقديم وصلات غنائية، وشريط فيديو يوثق مسار المهرجان عبر دوراته التسع الماضية، إضافة إلى تقديم لجنتي التحكيم الخاصتين بالفيلم الروائي والأفلام الوثائقية. وترافق هذه الدورة ندوة فكرية متخصصة حول شعار الدورة “السينما والصناعات الثقافية”، يؤطرها أساتذة جامعيون وخبراء في المجال.
وقص الافتتاح بالفيلم المغربي “مرشحون للانتحار” للمخرج حمزة عاطغي،كما يحتضن المهرجان ماستر كلاس حول “إستتيقا الإخراج السينمائي” يؤطره الناقد السينمائي حمادي كيروم، ويسيره الأكاديمي مصطفى اللويزي، بالإضافة إلى ورشات تكوينية في مهن السينما، تشمل المونتاج والتصوير والصوت، ومعارض فنية وتوقيع كتب حول الحركة السينمائية المغربية.
وتوصلت إدارة المهرجان بأكثر من 250 فيلماً قصيراً في فئتي الروائي والوثائقي منذ فتح باب التسجيل، اختير منها 20 فيلماً للمشاركة في المسابقة الرسمية، التي تشرف على تقييمها لجنتان متخصصتان. ومن بين الأفلام المختارة “الحنطة”، و”عبق التاريخ… رحلة عبر نافذة التراث”، و”خلف”، و”كان كيس أسود”، و”راقودة”، و”سينما الدنيا”، و”فوتوغراف”، وغيرها من الأعمال المحترفة القادمة من المغرب وخارجه.
وستُقدّم العروض السينمائية في فضاءات المقاهي، إلى جانب عروض استباقية شهدتها مؤسسات اجتماعية وتعليمية وسجنية، ضمن قافلة سينمائية زارت خمسة مرافق، منها السجن المدني الذي احتضن ورشة حول “ماكياج الهالوين والخدع السينمائية” بالموازاة مع زيارات لدار العجزة ودار الطالبة وفضاءات خاصة بالأطفال.
ووعدت إدارة المهرجان بفقرات خاصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وبرمجة مفاجآت للطفل التازي، في سياق دورة تشارك فيها أفلام من تونس وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والعراق ومصر وسوريا، بما يعكس انفتاح المهرجان على البعد الدولي وتشجيعه للتبادل الثقافي.
ويؤكد منظمو المهرجان أن هذه الدورة الذهبية تجسد الهوية الثقافية المتجددة لمدينة تازة، وتشكل فرصة للمتلقي المحلي والوطني للاستمتاع بـ”أحدث وأروع” الأفلام الروائية والوثائقية، كما تتيح تفاعلاً مباشراً بين الجمهور وصناع السينما من مخرجين ومنتجين ونقاد.
وبذلك يواصل مهرجان سينما المقهى بتازة ترسيخ مكانته كأحد أبرز المواعيد السينمائية في المغرب، جامعاً بين الإبداع، والتكوين، والبحث الأكاديمي، والاحتفاء بالمبدعين، وفياً لرسالته في جعل السينما جسراً للحوار والتنوير داخل فضاءات المدينة وفضاءات الحياة اليومي




