افران :ثلاث تدخلات إنسانية متزامنة تنقذ أرواحًا خلال موجة برد استثنائية.

صدى المغرب29 ديسمبر 202516 مشاهدة
افران :ثلاث تدخلات إنسانية متزامنة تنقذ أرواحًا خلال موجة برد استثنائية.

صدى المغرب-افران

الاثنين29دجنبر2025-15:25

في إطار عملية رعاية و في خضم التعبئة الشاملة التي يشهدها إقليم إفران لمواجهة آثار موجة البرد القاسية والتساقطات الثلجية الكثيفة، شهد الإقليم، ليلة يوم الأحد 28 دجنبر 2025، ثلاث عمليات تدخل إنساني متزامنة، همّت إنقاذ حالات صحية حرجة بكل من دوار أسمار وتمحضيت، إضافة إلى التكفل بامرأة حامل، و ذالك في ظروف مناخية استثنائية تميزت بانخفاض حاد في درجات الحرارة وصعوبة الولوج إلى المناطق الجبلية المعزولة.
ففي الوقت الذي باشرت فيه فرق التدخل عملية إنقاذ رجل مسن بدوار أسمار التابع للجماعة الترابية واد إفران، كانت فرق صحية أخرى بتمحضيت تقوم بنقل مريض في وضعية صحية حرجة جدًا، بالتوازي مع عملية ثالثة همّت التكفل بامرأة حامل استدعت حالتها الصحية تدخلاً استعجاليًا ونقلًا فوريًا إلى مستشفى 20 غشت.
وبخصوص التدخل الأول، فقد توصلت السلطات المحلية يومه السبت 27 دجنبر 2025، بإشعار يفيد بتدهور الحالة الصحية لشخص مسن بدوار أسمار، في منطقة تعذر الوصول إليها بالوسائل العادية، كما استحال استعمال الحوامة الجوية بسبب سوء الأحوال الجوية وعدم توفر شروط السلامة.
و يومه الأحد 28 دجنبر 2025، وتحت الإشراف المباشر للسيد عامل صاحب الجلالة على إقليم إفران، تم استئناف مخطط التدخل الاستعجالي، حيث جرى تنسيق محكم بين قيادة واد إفران، الوقاية المدنية، الدرك الملكي، القوات المساعدة، مديرية التجهيز إلى جانب فريق صحي تابع لمندوبية وزارة الصحة و الحماية الاجتماعية بإفران، مع تسخير إمكانيات لوجستيكية مهمة شملت دراجة ثلجية (Motoneige)، جرافة كبيرة الحجم إضافة إلى كاسحات للثلوج وآليات لإزالة الجليد من نوع Fraise.
ورغم ذلك، حالت سماكة الثلوج التي تجاوزت مترين في بعض المقاطع دون تقدم الآليات، ما اضطر فرق التدخل إلى قطع مسافة تفوق أربع كيلومترات مشيًا على الأقدام، في درجات حرارة تحت الصفر، للوصول إلى عين المكان.
و عند وصول فريق الانقاذ تم التكفل صحيا بالمريض في عقر داره بعد تشخيص وضعه الصحي و تقديم اسعافات استعجالية أولية مما ساعد فريق التدخل على تأمين نقله. وعند وصوله الى مستشفى 20 غشت بأزرو جرى التكفل به وإخضاعه للفحوصات والعلاجات اللازمة من طرف فريق طبي وتمريضي متخصص، مع وضعه تحت المراقبة الطبية المستمرة.
وبالتوازي مع ذلك، عملت فرق أخرى تابعة لمندوبية وزارة الصحة و الحماية الاجتماعية بافران و التابعة للمركز الصحي القروي مستوى 2 مع مستعجلات القرب بتمحضيت على نقل مريض في وضعية صحية حرجة جدًا و ضمان استمرارية العلاجات أثناء التنقل، كما تم التكفل بـإمرأة حامل تطلبت حالتها متابعة دقيقة ونقلًا استعجاليًا، حيث جرى توجيه الحالتين بدورهما إلى لمستشفى 20 غشت بأزرو، الذي ظل في حالة جاهزية تامة لاستقبال الحالات الاستعجالية خلال موجة البرد.
وقد تابع السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم إفران بمعية افراد مركز القيادة الاقليمي هذه العمليات عن كثب، حيث انتقل شخصيًا إلى المستشفى وأصدر تعليماته بضرورة توفير العناية الطبية اللازمة لكافة الحالات، في إطار الحرص على صحة وسلامة المواطنين، خاصة الفئات الهشة القاطنة بالمناطق الجبلية.
وفي صلب هذه العمليات الثلاث، اضطلعت مندوبية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بإقليم إفران بدور محوري وحاسم، حيث عبّأت فرقًا طبية وتمريضية متنقلة، كانت في حالة جاهزية دائمة.
ويأتي كل هذا ليعكس نجاعة التنسيق الميداني بين مختلف المتدخلين، ويبرز الدور الاستراتيجي للقطاع الصحي في منظومة التدخل الاستعجالي خلال الذروة المناخية، كما يجسد المقاربة الإنسانية التي تنهجها السلطات الإقليمية بإقليم إفران، انسجامًا مع التعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس و الرامية إلى حماية الأرواح وضمان الحق في الصحة والحماية الاجتماعية لاسيما في الظروف المناخية الصعبة التي تعرفها بلادنا