محسن الأكرمين
السبت 09 يوليوز 2022 – 14:00
صعد الإمام المنبر ممسكا بعصا منقوشة، وملتفا في سلهام أنيق من نوعية (السوسدي). كانت خطبة إمام مسجد التجزئة التي أقطن من بين ساكنتها الطيبة، حول عيد الأضحى. خطب الإمام وحلل كل المقاصد التشريعية من سنة نحر أضحية العيد. خاطبنا مرات عديدة بالجمع ثم بالإفراد، وأرشدنا إلى ما ورد في المأثور الديني من الذبيحة التي تجوز لعيد الأضحى والخالية من العيوب الخلقية والمرضية والذكورية.
لم يترك إمام مسجد التجزئة بابا من أبواب الذبيحة المليحة إلا وقد فصل القول فيه، معززا حديثه بالمرجعية الفقهية المالكية. لكن إمامنا لم يتحدث عن الفاقة التي يكابدها عموم الموطنين، لم يتحدث البتة عن الغلاء الذي يعاني مرارته المواطن البسيط كنوع من أنواع العيوب اللاصقة بالدولة والتي لم تراع منظومة (الرفاه للجميع) في توزيع الثروة الوطنية. لم يتحدث عن العيوب الخلقية عند الأسر (ولد الإسكافي إسكافي… ولد الفشوش…) التي لم تجد ما تغطي به مصاريفها اليومية بالحد الأدنى للكرامة الإنسانية، في وطن ينتج الثروة ولا توزع بالعدل والمساواة على عموم هوامش الوطن.
حين تحدث عن تلك العيوب التي قد تكون ملازمة لذبيحة العيد، وبها لا تجوز الأضحية ولا حسناتها الموضعية !!! رأيت أن العيب في المواطنين الذين يحملون كل عيوب الترامي غير المقدور عليه بحجية (إفراح الأبناء) أو (المباهاة) المفاخرة مع الجيران، والتي أصبحت عدواها تماثل متحورات (كورونا). رأيت أن المواطنين يحملون كل العيوب المرضية والخلقية ولم يحفلوا يوما بالمناصفة في المستشفيات العمومية غير (الدواء الأحمر). لم يتم تغيير التمثلات عند المواطنين في تعزيز التربية على فقه المقاصد الدينية. رأيت أن العيب الكبير في اقتناء الأضحية في ظل الأزمات الممتدة التي تثقل كاهل الأسر المعوزة( من عيد لعيد فبأي حالة أنت يا مواطن…).
كانت خطبة الإمام منسقة ومتوازنة من الناحية الدينية، ومع لباسه الأنيق الذي يشع بياضا. فيما الجوانب الاجتماعية والتضامنية، فالإمام لم يتطرق إلى هذا الباب بالتفصيل، مادام هنالك قانون الإحسان (الجديد) الذي كل فصوله باتت تكبل حرية التضامن والتكافل الاجتماعي، وتغييب عرف (تمغربيت)، وأسس المقاصد الدينية التي تحتفي عملا بالعناية الأخلاقية الفضلى.
عام ارتفاع الأسعار بشكل مربك (من السنوات العجاف)، وغليان شعبي داخلي يسوده الصمت، وشرارة الاحتجاج خامدة، وقد تشع مع إشعال جمر نار مجامر عيد النحر. فالفقراء لازالوا تالفين بين الأسواق و(الشناقة قاضيين حاجة فيهم) مثل مصاصي الدماء الجدد. وإمام المسجد لازال يحثنا على أن يكون الكبش مليحا وأقرنا !!! إنها بحق المفارقات بين معيارية خطبة الجمعة بمسجد التجزئة التي انتمي إليها باللجوء الاستيطاني، وما يقايسه المجتمع من اكراهات يومية متراكمة وتزيد حدة مع حكومة تغيب الحقيقة، وتقدر ثمن الخروف في (800,00).
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إلا إله إلا الله. الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر لا إلا إله إلا الله. الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر لا إلا إله إلا الله. الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، وصلى الله على سيدنا محمد (ص)، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
وعيدكم مبارك كريم في ظل وفاء للقيم الدينية ومقاصد التضامن.