آخر الأحداث

التقويم في علم النفس العصبي المعرفي: من الفحص والتشخيص إلى العلاج والتكفّل

24 نوفمبر 20227 مشاهدة
التقويم في علم النفس العصبي المعرفي: من الفحص والتشخيص إلى العلاج والتكفّل

سامي دقاقي

الخميس 24 نونبر 2022 – 22:02

” التقويم في علم النفس العصبي المعرفي: من الفحص والتشخيص إلى العلاج والتكفل ” هو أحدث كتب الأستاذ الباحث والأكاديمي في علم النفس البروفيسور الغالي أحرشاو. كتاب علمي على درجة كبيرة من الأهمية والراهنية، صدرت الطبعة الأولى منه مؤخرا عن مؤسسة باحثون للدراسات والأبحاث والاستراتيجيات الثقافية، معززا الحضور العلمي والمعرفي لأستاذ تخرّجت عبر درسه أجيال من الطلبة، كما عُدّت دراساته وأبحاثه مؤسِّسة لعلم النفس المعرفي بالمغرب منذ عقود، بحيث صارت مرجعا أساسيا في هذا الميدان، كما أضحى صاحبها ملهما للعديد من الباحثين، أساتذةً وطلبة.

الكتاب الصادر حديثا ينتظم في 196 صفحة ويتوزع على مقدمة مطولة وسبعة فصول، حيث تناول المؤلّف في الفصل الأول مفهوم التقويم النفسي العصبي، أعقبه فصل ثانٍ للاضطرابات العصبية النمائية، وثالث لاضطراب الإعاقة الذهنية، بينما أفرد الباحث الفصل الرابع لاضطرابات اللغة والتواصل، أما الفصل الخامس فقد خصّه لأمثلة تطبيقية حول اضطرابات اللغة، تلاه فصل سادس لاضطراب طيف التوحد، ثم الفصل السابع والأخير لاضطراب نقص الانتباه مع أو بدون فرط النشاط.

لقد سعى الدكتور الغالي أحرشاو في الطرح العام لهذا الكتاب إلى تأكيد فكرة قابلية أغلب الاضطرابات النفسية العصبية للتشخيص والعلاج والتكفل، وبالتالي تثمين وظيفة السيكولوجيا في بعدها النفسي العصبي، باعتبار أدوارها في إيجاد حلول فعلية للمشاكل والتداعيات المصاحبة لتلك الاضطرابات، وخصوصا في ميادين التعلم والعمل والتكيف والاندماج وتجويد الحياة بشكل عام.  لاسيما وأنّ مسلّمة مطواعية تلك الاضطرابات، وقابليتها للتقويم والتشخيص والعلاج والتكفل (حسب الدكتور الغالي أحرشاو)، أضحت من الأمور التي تؤكدها مختلف برامج التقويم والعلاج ونماذج التدخل والتكفّل المتوفرة حاليا بهذا الخصوص. 

انطلق الدكتور أحرشاو من أسئلة كبرى مؤسسة لطرحه في الكتاب، من قبيل: ما التقويم في علم النفس العصبي المعرفي؟ ما هي مقوماته النظرية وإجراءاته المنهجية وأدواته التطبيقية؟ ثم إلى أي حد يصح القول بقابلية الاضطرابات النفسية العصبية بمختلف مكوناتها المعرفية والوجدانية وتمظهراتها النمائية والاجتماعية للتشخيص والعلاج والتكفّل؟ ولعلّ الإجابة عليها هي (في نظر الباحث) رهان علميّ أساسي لهذا الكتاب الذي سَتُثْمِرُ نتائجُه أساليب وممارسات جد إيجابية وخاصة بالنسبة لمختلف الأطراف المتخصصة والمهتمة بتقويم الاضطرابات النفسية العصبية.

 لهذا الغرض لم يتوانَ الدكتور الغالي أحرشاو في تفاصيل هذا الكتاب الأكاديمي والعلمي عن معالجة إشكالية التقويم النفسي العصبي من خلال الاعتماد على مقاربة سيكومعرفية تجمع بين البعدين النفسي – القياسي والعصبي – الإكلينيكي، قوامها التناول بالعرض والتحليل والنقاش مجموعة من المفاهيم والاضطرابات والأعراض والأدوات التي تنفتح عليها هذه الإشكالية وفي مقدمتها: التقويم النفسي العصبي من حيث المفهوم والمقاربة والخصائص والأدوات، والاضطرابات العصبية النمائية في مفاهيمها وتعاريفها وأصنافها، واضطرابات الإعاقة الذهنية واللغة والتواصل من حيث معايير وخصائص تشخيصها، ثم اضطرابات عسر الكلام والقراءة والكتابة والحساب والتوحد ونقص الانتباه كأمثلة تطبيقية قوامها الأجرأة والتوضيح. ويرى صاحب هذا المنجز المعرفي الصادر حديثا أن القارئ العادي وقبله الباحث المتخصص المهتم، فحصا وقياسا وتشخيصا وعلاجا وتكفّلا، بالاضطرابات النفسية العصبية في علاقاتها بصعوبات التعامل مع مجموعة من المهام والأنشطة وفي مقدمتها التعلم المدرسي والتكيف الاجتماعي ثم الاندماج المهني، سيجد في هذا المؤلف مرجعا غنيا نسبيا بالمعارف والمعطيات والحقائق التي تستجيب لبعض مطامحه وانتظاراته، وتنير بشكل من الأشكال أغلب الاستفسارات والاستفهامات التي كثيرا ما راودته واستشكل عليه أمر إيجاد أجوبة وحلول مقنعة عنها ولها.