صدى المغرب-من الرباط
السبت07اكتوبر2023-23:13
استفاق العالم اليوم على مشاهد هجوم مسلحي حماس على المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، وهو الهجوم العسكري الذي تم لأول مرة داخل عمق الجبهة الداخلية الإسرائيلية بعد أن تمكن مقاتلو حماس من قتل المئات من المستوطنين والجنود وأسر العديد منهم، في تحول استراتيجي رافقه نوع جديد من العنف والتنكيل بالضحايا من المدنيين والعسكريين اليهود وتصوير جثتهم ونشرها على شبكات التواصل الاجتماعي.
وبعيدا عن منطق العاطفة القومية والتضامن العربي-العربي الواجب، خرجت أصوات من داخل الصف العربي لطرح مجموعة من الأسئلة عن توقيت ودوافع الهجوم الذي شنته كتائب حماس في العمق الإسرائيلي، خصوصا في الوقت الذي تعرف فيه المنطقة هدوءً نسبيا وتفاهمات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
بعض الأصوات المتابعة للشأن الفلسطيني ذهبت بعيدا في تحليل ظاهرة مستجدة ودخيلة على العمليات التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية، متمثلة في التنكيل بجثث القتلى من الإسرائيليين وسحلها وتصويرها في مشاهد بشعة قارنها المتابعون بتكتيكات الحرب الإعلامية التي مارستها ميليشيا “داعش” الإرهابية في العراق والشام.
مصدر من داخل التنظيمات الفلسطينية أكد أن تحول “حماس” من فعل المقاومة المشروعة، المستمدة من حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، إلى إعمال التقتيل الأعمى والتنكيل بجثث الضحايا، حتى ولو تعلق الأمر بمحتلين يهود، على نهج الدواعش والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بهم، سيشكل لا محالة ضربة لمشروعية القضية الفلسطينية التي ستفقد الكثير من تعاطف العالم ومساندته.
وتضيف هذه الأصوات المتصاعدة أن “مشروعية النضال الفلسطيني من أجل استرجاع الحق في إقامة دولة مستقلة عاش على مدار سبعين سنة في ظل احترام مبادئ الإنسانية واحترام الحق في الحياة، دون تمييز بين البشر، وهو العامل الأهم في تعاطف العالم ومساندتهم لهذا الحق، أما ما عشناه اليوم من “بربرية” حماس وتنكيلها بالجثت واعتدائها على المدنيين، فهو أكبر خدمة يمكن للفلسطيني أن يهديها للصهيونية والأوساط الغربية المتطرفة التي تحاول شيطنة الفلسطيني.
إن استراتيجية حماس خلال هجومها الأخير على إسرائيل، لن تجلب القتل والقتل المضاد بين الطرفين فقط، بل ستجلب أيضا ويلات التقتيل الأعمى والانتقام التي تلعب به أيدي خفية، نجحت اليوم في شيطنة الضحية الفلسطيني وتقديمه في صورة جلاد مجرم لا فرق بينه وبين المستوطن المغتصب للأرض.
فشكرا لحماس التي استطاعت شيطنة نفسها بنفسها وارتداء عباءة التنظيمات الإرهابية الغاشمة.