سعاد ياي شين هوا-من الصين
الاربعاء15نونبر2023-13:13
شهدت العلاقات الصينية الأمريكية مؤشرات إيجابية خلال الفترة الماضية، حيث أجرت الصين والولايات المتحدة سلسلة من التبادلات المهمة رفيعة المستوى بينهما وحققت الاتصالات بين الشعبين نتائج، ما لقي ترحيبا عاما لدى مختلف الأوساط في البلدين وحتى المجتمع الدولي، بأن التنمية السليمة والمستقرة للعلاقات بين البلدين لا تصب في مصلحة كل منهما فحسب، بل أنها تتوافق مع التطلعات المشتركة للمجتمع الدولي.
تعتبر العلاقات الصينية الأمريكية من أهم العلاقات الثنائية على نطاق العالم، كما أن سبل التعايش بين الصين والولايات المتحدة تحدد مستقبل البشرية ومصيرها.
وبدأت عملية تطبيع العلاقات بين البلدين قبل أكثر من 50 سنة، الأمر الذي كان تحت الرعاية المشتركة لدى رئيسي البلدين الأسبقين، ما يعتبر اختيارا صحيحا يصب في مصلحتهما ويؤثر على تطور العالم.
وفي الوقت الحالي، يواجه العالم تغيرات هائلة، ويحتاج إلى استقرار العلاقات الصينية الأمريكية أكثر مما كان الحال عليه في الماضي. لأن التعايش السلمي والتطور المشترك يفيد كلا منهما والعالم بأسره.
ومن جانبها، تعتقد الصين دائما أن البلدين، الصين والولايات المتحدة، يجب عليهما أن يكونا شريكين وليس خصمين، من أجل تحقيق نتائج مفيدة للطرفين بدلا من لعبة المحصلة الصفرية، وتتطلع الصين إلى أن تشهد علاقتها مع الجانب الأمريكي نموا مستقرا وتحسنا مستمرا، بدلا من الصراع والمواجهة. وتؤكد الصين دائما ضرورة الاهتمام بالمصالح والمشاغل المشتركة للبلدين، من أجل السعي إلى إيجاد القاسم المشترك الأكبر للتبادلات والتعاون بينهما، حتى يتحقق الفوز المشترك.
لقد أثبت التاريخ والواقع مرارا وتكرارا أن الصين والولايات المتحدة تستفيدان من التعاون وتخسران من المواجهة. ويكون التعاون دائما الخيار الأفضل لكلا الجانبين. تعاون البلدان في الماضي لمكافحة الإرهاب والاستجابة للأزمة المالية الدولية والسيطرة على انتشار فيروس الإيبولا وقيادة الدول الأخرى للتوصل إلى “اتفاق باريس” بشأن مواجهة تغير المناخ…وفي الوقت الحالي، يحتاج البلدان إلى تعزيز التعاون بينهما عبر الطريق الصحيح، من أجل مواجهة التحديات العالمية المتزايدة، بما فيها انتعاش الاقتصاد العالمي والتسوية السياسية للقضايا الدولية والإقليمية الساخنة وغيرها.
ومثلما أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى أن العالم كبير، يكفي لتحقيق البلدين الصيني والأمريكي تنميتهما وازدهارهما المشترك.
وبصفتهما أكبر اقتصادين في العالم، يتجاوز حجمهما الاقتصادي ثلث إجمالي الحجم العالمي، ويحتل عدد سكان البلدين نحو ربع إجمالي عدد سكان العالم، كما يساوي حجم تبادلهما التجاري الثنائي تقريبا خمس إجمالي حجم التجارة لكل العالم، حيث إن للبلدين مصالح متشابكة، اذا فإن نجاح أي منهما يعتبر فرصة، وليس تهديدا للآخر.
خلال السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات الصينية الأمريكية تقلبات عديدة ومرت بمنعطفات مختلفة. يرجع السبب الجذري لذلك إلى الانحراف الخطير في فهم الولايات المتحدة وموقفها تجاه الصين، ويتمسك بعض الأمريكيين بعقلية الحرب الباردة، ويقومون بتطويق الصين واحتوائها، ويجري ذلك دائما تحت اسم المنافسة، ما يدفع البلدين إلى كارثة المواجهة وحتى الصراع.
يختلف كل من الصين والولايات المتحدة عن الآخر في التاريخ والثقافة والنظام الاجتماعي، إن وجود بعض الاختلافات والمنافسة بينهما أمر لا مفر منه، لكن هذا لا يمنع الجانبين من التعاون على أساس مصالحهما المشتركة، ولا ينبغي أن يصبح سبب مواجهة بينهما.
لا تمثل المنافسة كل شيء في العلاقات الصينية الأمريكية، لا بد أن تراعي هذه العلاقات الالتزام بالخط الأحمر. وعلى هذا الصعيد، تعتقد الصين أن مبدأ صين واحدة والبيانات الثلاثة المشتركة بين البلدين تعتبر أهم أساس سياسي لتطوير العلاقات الصينية الأمريكية.
يحتاج تطوير العلاقات بين الصين والولايات المتحدة إلى جهود مشتركة لدى البلدين والشعبين. وخلال الفترة الأخيرة، ساهمت الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين في تعميق اتصالاتهما في مختلف المجالات ودفع تبادل الآراء بينهما بشأن القضايا الإقليمية والدولية المهمة، بالإضافة إلى تعزيز التفاهم والتعارف بين الشعبين الصيني والأمريكي. من زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي للولايات المتحدة، حتى زيارات الوفود الأمريكية الشعبية للصين، كل ذلك يعكس مبادرة الصين في دفع الجانبين لإجراء التبادلات والحوارات على مختلف المستويات.
في الوقت الحالي، تقف العلاقات الصينية الأمريكية عند مفترق طرق حاسم، ودائما هذا ما تؤكده الصين أنه في إطار المبادئ الثلاثة المتمثلة في الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين، فإنها على استعداد للعمل مع الجانب الأمريكي لتطوير التعاون متبادل النفع وإدارة الخلافات بشكل صحيح، ودفع العلاقات الصينية الأمريكية للعودة إلى المسار الصحي والمستقر في أسرع وقت ممكن.