صدى المغرب-نورالدين غنبوري
السبت17غشت2024-07:20
أسدل الستار زوال يوم الإثنين 12 غشت الجاري، بالجماعة الترابية أيت إبكو بإقليم الخميسات على فعاليات موسم الوالي الصالح الشيخ عمر للفروسية التقليدية “التبوريدة”، الذي نظمته جمعية أيت عمر للمبادرة والتنمية وشرفاء أيت عمر بشراكة مع المجلس الجماعي لأيت إيكو على مدى ثلاثة أيام.
وعرفت نسخة هذه السنة من الإحتفال حضور مكثف لساكنة قبائل جماعة أيت إيكو، وحضور أيضا زوار عديدين من الخميسات ومناطق أخرى كالرباط ومكناس وفاس وتيفلت وسلا والرباط والحاجب، ومن الجماعات المجاورة.
وتضمن برنامج موسم الوالي الصالح الشيخ عمر تنظيم عروض في فن الفروسية التقليدية (التبوريدة) والتي عرفت هذه السنة مشاركة أكثر من 380 فارس موزعين على 26 سربة قدمت من مختلف الجماعات والمناطق المجاورة لجماعة أيت إيكو وخارجها وإستفاد الأطفال من مجموعة من الألعاب الترفيهية التي تم نصبها بالفضاء المجاور للملعب الخاص بالتبوريدة، وإستمتع الجمهور الحاضر بلوحات فنية من فن أحيدوس ومجموعة إنشادن.
والهدف من تنظيم هذا الموسم السنوي هو إشعاع ثراء التراث المحلي وجلب إهتمام المتتبعين لهذا النوع من إلتحام ساكنة جماعة أيت إيكو بمختلف قبائلها وشرائحها من أجل تبادل التجارب وتقديم أعمال فنية ثقافية للجمهور المتعطش لمثل هذا النوع من الأنشطة، ولقد إستمتع الحاضرون بلوحات من فن التبوريدة أبدع خلالها فرسان شباب وشيوخ ينتمون لسربات خطفت الأضواء مؤخراً على الصعيد الإقليمي وكذلك فن أحيدوس ومجموعة إنشادن، كما عرف الموسم لهذه السنة حضور جماهيري غفير فاق كل التوقعات ووفود من مختلف جماعات المنطقة وخارجها، بالإضافة إلى حضور ضيوف شرف من بينهم العديد من رؤساء الجماعات والمنتخبين والمسؤولين المحليين وفعاليات جمعوية وأعيان المنطقة، كما شهد هذا الملتقى تغطية إعلامية كبيرة.
و سهرت جمعية أيت عمر للمبادرة والتنمية وشرفاء أيت عمر بشراكة ومجلس جماعة أيت إيكو والذي يرأسه الرئيس السيد محمد كليدة على توفير كل الوسائل اللوجيستيكية والتنظيمية لإنجاح موسم الولي الصالح الشيخ عمر للفروسية التقليدية “التبوريدة”، وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية والأمنية من قوات المساعدة ومصالح الدرك الملكي وأعوان السلطة التي واكبت عملية المرور وإستباب الأمن، كما جندت جماعة أيت إيكو سياراتين إسعاف من أجل السهر على صحة وسلامة الجميع خلال أيام هذا الموسم.
و حسب ما عاينه الطاقم الصحفي لجريدة صدى المغرب فقد شهد موسم الوالي الصالح الشيخ عمر رقما قياسيا من حيث الزوار وهواة الخيل من كل مناطق الإقليم ومدن الرباط وسلا ومكناس وفاس والحاجب وفاس، الذين حلوا من أجل متابعة العروض الشيقة للفروسية التقليدية، وأيضا الإستمتاع بالإيقاعات الفلكلورية التي تجسد التراث المحلي الأصيل، كما إتسم الموسم بحسن التنظيم، حيث سهرت الجهات المنظمة على توفير الظروف المناسبة، بتهيئ مواقف للسيارات لتفادي الإزدحام، كما أقامت مأدبة غداء على شرف ضيوفه الكرام،
وعلى هامش فعاليات الموسم وبمناسبة الإحتفال باليوم الوطني للمهاجر الذي يصادف 10 غشت من كل سنة، أقيم حفل إستقبال لفائدة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، عبر تقديم فقرات فنية من الفلكلور المحلي أحيدوس ومجموعة إنشادن، والتي تفاعل معها الحضور، كما تم بالمناسبة تكريم بعض أفراد الجالية، حيث تقدم أعضاء المكتب المسير لجمعية أيت عمر للمبادرة والتنمية وشرفاء أيت عمر وأعضاء المجلس الجماعي لأيت إيكو لتسليم دروعٍ تذكاريةٍ وهدايا لفائدة المكرمين.
وأشاد، أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج في كلمتهم خلال هذا الحفل بالمجهودات الكبيرة لتي تقوم بها جمعية أيت عمر للمبادرة والتنمية وشرفاء أيت عمر والمجلس الجماعي لأيت إيكو لصالح المواطنات والمواطنين وللمغاربة المقيمين بالمهجر، كما عبر أفراد الجالية المغربية عن مشاعر الولاء والوفاء لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده وإنخراطهم في المشروع المجتمعي للعاهل الهادف إلى تحقيق المزيد من التقدم والرخاء، حيث شكل هذا الحفل مناسبة لتعزيز الأواصر مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج والوقوف على مختلف إنشغالاتها وتطلعاتها.
وفي حديث خص به جريدة “صدى المغرب”، قال السيد محمد العماري المستشار الجماعي بجماعة أيت ايكو، إن هذا الموسم أصبح موعدا سنويا هاما في الأجندة الثقافية للمنطقة، مضيفا أن التبوريدة تراث أمازيغي أصيل علينا الإهتمام والإفتخار به”، مبرزا أهمية هذا الحدث الفني الذي عرف مشاركة فرسان يمثلون مختلف قبائل إقليم الخميسات، وكذا من الجالية المقيمة بالخارج الذين أصروا على المشاركة في الموسم الذي يشكل فرصة للقاء بين الأسر والأصدقاء وتعزيز أواصر الصلة بعادات وتقاليد المنطقة، مبرزا أن موسم الوالي الصالح الشيخ عمر للتبوريدة يروم على الخصوص تسليط الضوء على الأبعاد الرمزية والثقافية المتجذرة للفرس في الهوية الثقافية الوطنية، وفن التبوريدة كتراث تاريخي أصيل من جهة والمساهمة في التعريف بالمنطقة وبمؤهلاتها الفنية والثقافية والفلاحية من جهة أخرى، كم يعد مناسبة لخلق فضاءات للترفيه وأخرى للرواج التجاري، حيث تتكون حركة تجارية مهمة طيلة أيام الموسم تساهم في تحفيز التنمية الإجتماعية والإقتصادية بالمنطقة”، ولم يدع الفرصة تمر ليتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح موسم الولي الصالح الشيخ عمر لقبائل جماعة أيت إيكو والذي يعتبر موروثا ثقافيا ترفيهيا.
وأكد العماري في ذات الصدد، “نسعى إلى ترسيخ هذه الثقافة حتى لا يندثر هذا الفن”، مبرزا أن هذا التراث يمثل حلقة وصل بين الأجداد والشباب وجب علينا العناية به حتى لا نفقد هويتنا.
ويعتبر موسم الوالي الصالح الشيخ عمر للتبوريدة بجماعة أيت إيكو، حدثا فنيا وثقافيا سنويا، والذي تهدف من خلاله الجهات المنظمة، تنزيل برنامجها العلمي والفني السنوي إسهاما منها في إرساء الإهتمام بالثقافة الأمازيغية وتثمين التراث اللامادي الأمازيغي بإعتبارهما رافعة للتنمية المستدامة في أبعادها الإجتماعية والإقتصادية والبيئية، الشيء الذي يعزز المشروع المجتمعي الحداثي للمغرب الذي تعتبر الثقافة، بمختلف مكوناتها وتعبيراتها، إحدى حلقاته الكبرى والمفصلية من جهة أخرى، وتثمينا للإرتباط بالثقافة الأمازيغية وإعترافا بالمكانة العلمية وبالمجهودات المبذولة في مجال البحث العلمي في الثقافة الأمازيغية.
#صدى_المغربSadaalmaghrib
#جماعة_أيت_إيكو
#الخميسات