آخر الأحداث
القليعة.. عناصر الدرك الملكي تضطر لاستعمال السلاح الوظيفي في إطار الدفاع الشرعي عن النفس وفد مجلس جهة فاس مكناس يعقد لقاءات للتعاون مع مؤسسات رفيعة المستوى بالأردن الناظور..ميناء "ناظور ويست ميد" جاهز للاستغلال أواخر 2026– موعد حاسم لمشروع ملكي رائد. رئاسة النيابة العامة..متابعة حوالي 193 شخصا في قضايا العنف والتخريب والتحريض الدار البيضاء- سطات.. جلالة الملك يعطي انطلاقة أشغال بناء مركب جهوي لاستقبال وإعادة تأهيل المرضى الع... الجهة الشرقية تنفي وفاة شاب خلال مواجهات مع القوات العمومية وزارة الداخلية ...تدخلات القوات العمومية تمت في إطار احترام تام للضوابط القانونية والمهنية التي تؤطر... رشيد الخلفي يوضح سبب منع المظاهرات الأخيرة بعدد من مناطق المملكة رشيد الخلفي يؤكد أن القوات العمومية حرصت في تدخلاتها على تدبير حركية الأشكال الاحتجاجية وجدة..توقيع اتفاقية شراكة بين مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية للأمن الوطني ووكالة الإنعاش

زيارة ماكرون… والأسئلة الضرورية..

هيئة التحرير29 أكتوبر 202421 مشاهدة
زيارة ماكرون… والأسئلة الضرورية..

رضى الفلاح

الثلاثاء 29 اكتوبر 2024 – 20:04

في سياق زيارة دولة التي يقوم بها رئيس فرنسا للمغرب، يوجد الشق السياسي والدبلوماسي وهو الأهم بالنسبة للمغرب والمرتبط بالتسوية النهائية لملف الصحراء على مستوى الأمم المتحدة. وقد استطاع المغرب فرض نسقه وتحكمه في بوصلة العلاقات المغربية الأوروبية وتعزيز مكانته كقوة إقليمية. وفي نفس الوقت يحضر الشق الاقتصادي بقوة عبر مشاريع ضخمة تقدر بعشرة مليار أورو ستعود حتما بالنفع على الاقتصاد الفرنسي، وهو ما يفسر حضور رؤساء أربعين شركة الأعلى تصنيفا في مؤشر بورصة باريس الكاك 40..
ماكرون الذي يعرف حاليا أدنى مستوى للشعبية بين الفرنسيين بنسبة 78٪ من غير الراضين عن أدائه السياسي (استطلاع 20 أكتوبر 2024) يراهن على هذه الزيارة من أجل كسب مواقف مؤيدة له خاصة لدى اللوبيات الاقتصادية. وعلى صعيد بنيوي، تمنح هذه الزيارة لفرنسا فرصة للتخفيف من عزلتها الدبلوماسية في إفريقيا وبالأخص في منطقة الصحراء والساحل.
على ضوء هذه المعطيات، يجب طرح الأسئلة الضرورية التالية:
– هل نتجه في المستقبل المنظور نحو قرار لمجلس الأمن الدولي يحسم نهائيا اعتراف دولي وأممي بمغربية الصحراء. في تقديري الإجابة هي نعم لكن يبقى الحذر ضروري من ردة فعل عدوانية من الجارة الشرقية وينبغي التحكم في طبيعة وشكل الحكم الذاتي بما يضمن المصالح السيادية للمغرب، وتجنب النموذج الاسباني او البلجيكي.
– كيف يمكن لفرنسا أن تنخرط في المبادرة الأطلسية التي أطلقها العاهل المغربي محمد السادس تجاه دول الساحل علما ان هذه الدول قد عرفت خلال السنوات الأخيرة تحولات سياسية كبرى أنهت النفوذ الفرنسي في المنطقة ؟
– هل فرنسا مستعدة للقيام بعملية تصحيحية لسياسات النفوذ والتدخل في الشؤون الافريقية عبر استلهام النموذج المغربي فيما يتعلق باستراتيجيته الإفريقية القائمة على معادلة رابح/رابح، واحترام سيادة الدول.
– ماذا سيجني المغرب من وراء هذه المشاريع الاستثمارية الكبرى على مستوى نقل التكنولوجيا وتوطينها في مجال صناعة الطيران والتكنولوجيات الرقمية والصناعة العسكرية… ؟ بعد المصالحة المغربية الفرنسية والأهمية الكبري لهذه الزيارة، سنكون أمام ضرورة الإجابة عن هذه الأسئلة الملحة.
في انتظار ذلك، ستكون الدبلوماسية المغربية أمام اختبار جديد لترسيخ عقيدتها الدبلوماسية المنفتحة على شراكات استراتيجية متعددة multi Alignement مع قوى غير غربية مثل روسيا والصين والهند. وعليه، في اعتقادي فإن تعميق الشراكة مع هذه الدول وطلب الانضمام لمجموعة البريكس سيكون خطوة استراتيجية ذكية في هذا الاتجاه من شأنها توطيد قوة المغرب ومكانته الدولية المتنامية.