آخر الأحداث
الجامعة الشعبية المغربية تطلق سنتها العاشرة بندوة فكرية بمشاركة وسيط المملكة القوات المسلحة..تنظيم دورة تكوينية حول الإنعاش الطبي الميداني في منطقة العمليات الداخلة -لقاءات تواصلية لمعالجة غياب الترافع عن مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي للنزاع المفتعل حول الص... اليوم الأول من الملتقى الوطني للركبي بوجدة… انطلاقة قوية برؤية جديدة للنهوض بالركبي المغربي” معالي جمانة غنيمات و سفير المغرب بالأردن فؤاد أخريف أشرفو على توقيع شراكة بين سيدات الأعمال المغربي ... تنظيم دورة تكوينية لبلورة عدّة تكوين الأساتذة المساعدين الجدد. إعلان وجدة الصادر عن النسخة الثانية من الندوة الدولية حول الاقتصاد الاجتماعي والتضامني مكناس..توقيف 3 أشخاص متورطين الضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض. منح ترقية استثنائية في الرتبة لرئيس خلية الأمن المدرسي بآسفي إثر تعرضه لاعتداء خطير باريس..تنظيم ورشات تكوينية لتعزيز قدرات التخطيط ومحاربة الهدر المدرسي

زيارة ماكرون… والأسئلة الضرورية..

هيئة التحرير29 أكتوبر 202422 مشاهدة
زيارة ماكرون… والأسئلة الضرورية..

رضى الفلاح

الثلاثاء 29 اكتوبر 2024 – 20:04

في سياق زيارة دولة التي يقوم بها رئيس فرنسا للمغرب، يوجد الشق السياسي والدبلوماسي وهو الأهم بالنسبة للمغرب والمرتبط بالتسوية النهائية لملف الصحراء على مستوى الأمم المتحدة. وقد استطاع المغرب فرض نسقه وتحكمه في بوصلة العلاقات المغربية الأوروبية وتعزيز مكانته كقوة إقليمية. وفي نفس الوقت يحضر الشق الاقتصادي بقوة عبر مشاريع ضخمة تقدر بعشرة مليار أورو ستعود حتما بالنفع على الاقتصاد الفرنسي، وهو ما يفسر حضور رؤساء أربعين شركة الأعلى تصنيفا في مؤشر بورصة باريس الكاك 40..
ماكرون الذي يعرف حاليا أدنى مستوى للشعبية بين الفرنسيين بنسبة 78٪ من غير الراضين عن أدائه السياسي (استطلاع 20 أكتوبر 2024) يراهن على هذه الزيارة من أجل كسب مواقف مؤيدة له خاصة لدى اللوبيات الاقتصادية. وعلى صعيد بنيوي، تمنح هذه الزيارة لفرنسا فرصة للتخفيف من عزلتها الدبلوماسية في إفريقيا وبالأخص في منطقة الصحراء والساحل.
على ضوء هذه المعطيات، يجب طرح الأسئلة الضرورية التالية:
– هل نتجه في المستقبل المنظور نحو قرار لمجلس الأمن الدولي يحسم نهائيا اعتراف دولي وأممي بمغربية الصحراء. في تقديري الإجابة هي نعم لكن يبقى الحذر ضروري من ردة فعل عدوانية من الجارة الشرقية وينبغي التحكم في طبيعة وشكل الحكم الذاتي بما يضمن المصالح السيادية للمغرب، وتجنب النموذج الاسباني او البلجيكي.
– كيف يمكن لفرنسا أن تنخرط في المبادرة الأطلسية التي أطلقها العاهل المغربي محمد السادس تجاه دول الساحل علما ان هذه الدول قد عرفت خلال السنوات الأخيرة تحولات سياسية كبرى أنهت النفوذ الفرنسي في المنطقة ؟
– هل فرنسا مستعدة للقيام بعملية تصحيحية لسياسات النفوذ والتدخل في الشؤون الافريقية عبر استلهام النموذج المغربي فيما يتعلق باستراتيجيته الإفريقية القائمة على معادلة رابح/رابح، واحترام سيادة الدول.
– ماذا سيجني المغرب من وراء هذه المشاريع الاستثمارية الكبرى على مستوى نقل التكنولوجيا وتوطينها في مجال صناعة الطيران والتكنولوجيات الرقمية والصناعة العسكرية… ؟ بعد المصالحة المغربية الفرنسية والأهمية الكبري لهذه الزيارة، سنكون أمام ضرورة الإجابة عن هذه الأسئلة الملحة.
في انتظار ذلك، ستكون الدبلوماسية المغربية أمام اختبار جديد لترسيخ عقيدتها الدبلوماسية المنفتحة على شراكات استراتيجية متعددة multi Alignement مع قوى غير غربية مثل روسيا والصين والهند. وعليه، في اعتقادي فإن تعميق الشراكة مع هذه الدول وطلب الانضمام لمجموعة البريكس سيكون خطوة استراتيجية ذكية في هذا الاتجاه من شأنها توطيد قوة المغرب ومكانته الدولية المتنامية.