آخر الأحداث

تذكر أننا التقينا في لحظة سعادة …

هيئة التحرير1 فبراير 202511 مشاهدة
تذكر أننا التقينا في لحظة سعادة …

محسن الأكرمين.

السبت 01 فبراير 2025 – 20:05

عندما ينقضي زمن زَهَرُ الرَّبيع، ننتظر بتفاؤل رياحين الفصل القادم بأمل حلم متجدد، و للتو يبدأ عندنا المستقبل وافدا ممتدا ومتدفقا بلا انحصار. قد يلعب البعض لعبة من نوعية الحيوية (الرياضية)، ويزيد من مداومة النقر على أوتار كسب الصراع بين الماضي، وزمن الحاضر الوافد من المستقبل ومن غياهب الغيب الصامت بلا استراق للسمع. الكل مِنَّا يوسع متمنياته حتى النهاية المستحبة، ويُمني نفسه موتا بدون ألم، ولا اعتلال بالمعاناة والامتداد، والغاية هذه جزء من تفكير الرَّفاه (الذهني) الذي يحمل رمزية الإبقاء على بسمة الملمح الوجودي حاضرة، وبلا وجع يؤلم الفرحة، ويصيب الجسد بالكرب.
علاوة على ذلك، فرحلة العمر المسترسلة، نبحث فيها بالكشف عن مفاتن، ومُكنونات السعادة (المعيارية) ولو في حدها الأدنى. نبحث عن الوعي بسلم العمر الذي نرتقب (تجربة) أن تكون أدراجه سلسة الترقي وتصاعدية بالشكل المريح. فالعيش في حظوة السعادة بداية فقط، وقد تماثل نهايتها سارق اللحظات المتعة من المشكلات باحتساب (درجة الصفر على المقياس)، فلا أحد منَّا يتردد في تجديد حقينة أجزاء عمره من الفرح المليح، والبحث عن بسمة طيعة، وفكر يُسعد ولا يبكي.
فإذا كان العمر يمضي بسرعة، والحياة شحيحة في عطاياها الممتدة والمانحة، فلنمض بهمة قامة الوقفة، ونستخلص ولو جزء ميسرا من قشدة عيش الحياة بالسعادة الوفرة غير الاستهلاكية (بالهلك)، ولما لا تمتيع النفس بفضل العيش ما بعد النهاية ( الإيمان بالروحانيات). نعم، أعمارنا بداياتها وحتى نهايتها في علم الغيب الرباني، ونحن نعيش بين معقوفتين تتميز بالموت والولادة والتي حتما لن تتكرر بتاتا مرتين.
فالمنع غير الوجوبي جزء من أقساط نيل السعادة، يحضر معنا جميعا، ويتوزع ما بين الجسدي والذهني والاجتماعي، و بتردد التسامي أكثر لما هو في المنهج الروحي. آخر السلبيات بالذكر، تلك الممرات العديدة التي عندها يمتلكنا الوجع، وتتقطع الأنفاس بالألم، ونضيق بحثا عن بوابات استعارة قياس السعادة المفتقدة باللزوم والمداومة. هي ذي الحياة التي علمتنا أن الولادة بكاء لأجل الحياة، وموت النهاية حتمي بدمع العيون احتسابا للفقد، فمن له بداية تكون له النهاية، بوضع نقطة والرجوع إلى السطر !!!
من الاستعصاء على الفهم المنطقي، التفكير بالتطابقات غير الصحية ولا السليمة. التفكير في المتناقضات التي تصنع فوضى الردم لكل القطوف الدانية من غصون ثقافة السعادة (السمات المميزة). هنا يتحصل الجميع على علامات الإبهام، ونجد أن الحياة ليست رحلة سباق نحو ممرات الموت الآمن، بل هي رحلة عمر تتوازى مع قياس نقاط العمر الممتد في خط مستقيم أم متموج بين عيش السعادة بالموازاة مع فواصل الألم، وبوابات الانشطار الرديف للألم والوجع.
ومن هذا يكون استعراض التوازن قد أوشك على النهاية، وفهمنا للسعادة (النسبية) ليس نهائيا أو تاما، ولن يتبقى لدينا من أمل غير تجسير السلوكيات المستدامة والخبرات الفعلية نحو ممرات القطب الإيجابي، والمتمثل في رؤية السعادة (الرفاه الذهني/ الازدهار)، والنأي بالبعد الممكن عن الأقطاب السالبة (الكرب الذهني/ المعاناة) المتمكنة من الاعتلال وفقد الصحة الذهنية.