صدى المغرب – الرباط
الإثنين 05 ماي 2025 – 18:57
نظمت وزارة التجهيز والماء، اليوم الإثنين 05 ماي 2025 بمدينة الرباط، يوماً وطنياً حول خدمات الأرصاد الجوية والمناخية، تحت شعار: “الخدمات المناخية والإنذار المبكر: نحو تعزيز الصمود”. وقد عرف هذا الحدث مشاركة وازنة لعدد من المؤسسات الوطنية والدولية البارزة، إلى جانب ممثلين عن مختلف الفاعلين من صناع القرار، والمؤسسات التقنية والعلمية، والشركاء السوسيو-اقتصاديين.
وشكل هذا اللقاء منصة استراتيجية لتقاسم الرؤى وتعميق النقاش بشأن الدور المحوري الذي تضطلع به خدمات الأرصاد الجوية والمناخية في مواجهة المخاطر المناخية المتزايدة، وتعزيز قدرة المملكة على التكيف مع التغيرات المناخية المتسارعة، لاسيما في ظل تنامي الظواهر القصوى وتعدد أبعاد تداعياتها.
وفي كلمة افتتاحية ألقاها السيد عبد الفتاح صاحبي، الكاتب العام للوزارة، نيابة عن السيد نزار بركة Nizar Baraka، وزير التجهيز والماء، أكد أن هذا اللقاء لا يُعد مناسبة احتفالية فحسب، بل يشكل محطة استراتيجية للتفكير الجماعي والتعبئة من أجل رفع مستوى الجاهزية الوطنية لمواجهة التحديات المناخية. كما شدد على أن تطوير خدمات مناخية استباقية وفعالة يمثل رافعة أساسية للتنبؤ بالمخاطر، ودعامة لتعزيز قدرة القطاعات الحيوية، وعلى رأسها الماء والفلاحة، على مجابهة هذه التحديات.
وأوضح السيد الكاتب العام أن خدمات الأرصاد الجوية لم تعد تقتصر على مهام الرصد التقليدية، بل أصبحت أداة استراتيجية لدعم اتخاذ القرار وتدبير الأزمات المناخية، من خلال تحسين جودة المعطيات المناخية، وتعزيز القدرات البشرية والتقنية، وتحديث البنيات التحتية، وتوسيع نطاق التعاون مع مختلف الشركاء وطنياً ودولياً.
وفي هذا السياق، نوه السيد صاحبي بالتقدم الملموس الذي حققته المملكة في هذا المجال، خصوصاً من خلال إرساء شبكة مناخية وطنية موحدة تُعد ركيزة أساسية لرصد الظواهر المناخية والتفاعل السريع معها. كما استعرض أهم الإنجازات التي حققتها مرافق الأرصاد الجوية والهيدرولوجية الوطنية، لا سيما في مجال تطوير نظم الإنذار المبكر وتحسين فعاليتها.
وشهدت الفعالية أيضاً مناقشة أهمية الخدمات المناخية في دعم عدد من القطاعات الاستراتيجية، من قبيل الفلاحة، والموارد المائية، والطاقة، والنقل، والصحة العامة. كما تم تقديم مبادرة “الإنذار المبكر للجميع”، مع تسليط الضوء على الآفاق الواعدة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في سبيل تعزيز دقة وتوقيت هذه الخدمات.
ويأتي تنظيم هذا اللقاء في سياق وطني ودولي يستدعي تعبئة مستمرة، وتنسيقا محكما، وترسيخ ثقافة استباقية في مواجهة المخاطر المناخية، بما يعزز الجاهزية ويدعم مسار التنمية المستدامة، ويقوي القدرة على الصمود أمام التحديات المستقبلية.