آخر الأحداث

تاونات : من جماعة فناسة باب الحيط إنطلاق تنزيل مشروع الربط الطرقي بين تاونات والحسيمة.. رهان تنموي يعزز العدالة المجالية ويُسهم في فك العزلة

صدى المغرب15 يونيو 202581 مشاهدة
تاونات : من جماعة فناسة باب الحيط إنطلاق تنزيل مشروع الربط الطرقي بين تاونات والحسيمة.. رهان تنموي يعزز العدالة المجالية ويُسهم في فك العزلة

تاونات-يونس لكحل

الأحد15يونيو2025-14:38

في خطوة تنموية واعدة، انطلقت مؤخرًا الدراسة التقنية الخاصة بمشروع ربط جماعة فناسة باب الحيط (إقليم تاونات) بجماعات ترابية تابعة للنفوذ الترابي لإقليم الحسيمة، عبر بناء وتعبيد مقطع طرقي استراتيجي انطلاقًا من الطريق الجهوية 510 نحو جماعة بني أحمد اموكزان . المشروع، الذي يُرتقب أن يشمل مسافة إجمالية تصل إلى 27 كيلومترًا، يُمثل أحد أبرز المبادرات التي تُراهن على تحقيق التنمية المجالية المستدامة بالمنطقة.
هذا المشروع الحيوي يُجسد بعدًا استراتيجيًا يتجاوز البنية التحتية، ليمس عمق العدالة المجالية التي دعا إليها النموذج التنموي الجديد، حيث سيمر عبر عدد من التجمعات السكنية والدواوير القروية التي عانت لعقود من التهميش وصعوبة الولوج إلى الخدمات الأساسية ( دواوير خميس السلوم وتارية وباب الحيط والعيون ودمنت بوزيد واموايلت ، وبتراب جماعة بني ونجل تافراوت : دوار الحجر ودوار اينتور ودوار لعروسة ….، ففتح هذا المحور الطرقي بين الإقليمين لا يهدف فقط إلى تسهيل حركة التنقل، بل إلى تحفيز الدورة الاقتصادية وتعزيز الجاذبية السياحية والثقافية والاجتماعية للمجال الترابي المشمول.
المشروع الطرقي الذي تشرف عليه جماعة فناسة باب الحيط، بإقليم تاونات، والرامي إلى إنجاز طريق حيوي يربط بين مختلف الدواوير بالمجال الحدودي بين جهة فاس – مكناس وجهة طنجة – تطوان – الحسيمة.
فالمعطيات تُظهر أن المشروع ليس فقط مجرد إنجاز طريق بطول 27 كيلومتراً، بل هو تدخل استراتيجي له أهداف تنموية متعددة، أبرزها:
– فك العزلة عن مناطق نائية.
– تحسين الولوج للخدمات الصحية والتعليمية.
– دعم القطاع السياحي المحلي.
– تنشيط المبادلات الاقتصادية والتجارية بين الأقاليم والجهات …
كما أن قوة المشروع تكمن في شموليته، حيث يمتد ليشمل جماعات ترابية عديدة باقليم تاونات واقليم الحسيمة ، ما يجعله مشروعًا استراتيجيا جهويًا بامتياز.
والاكيد ان مشاريع كهذه لا تأتي بالصدفة، بل عبر جهد تنسيقي طويل المدى من خلال التعاون والتنسيق بين عدد من المتدخلين …
هذا وقد أُعطيت انطلاقة المشروع فعليًا من خلال وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه الغابات التي شرعت في إنجاز دراسة تقنية على طول 10 كيلومترات ليتم تأهيل الطريق بمشروع رائد وبمواصفات جيدة ، في حين يرتقب أن تتكلف جهة فاس مكناس بإنجاز 17 كيلومترًا المتبقية بعد مصادقة مجلسها على اخراج المشروع للوجود . وهو ما يؤشر على وجود التزام مؤسساتي متكامل بين مختلف الشركاء : السلطات الإقليمية في شخص عامل الإقليم السيد سيدي صالح دحا، الذي أبان دائما عن انخراطه المسؤول في دعم المشاريع المهيكلة والتي تخدم ساكنة الإقليم بكل مسؤولية ووطنية عالية ، ووزارة الفلاحة و المجلس الإقليمي لتاونات، ومجلس جهة فاس مكناس، وجماعة فناسة باب الحيط …
وفي تصريح لرئيس جماعة فناسة باب الحيط، السيد مصطفى السراف، أكد أن هذا الربط الطرقي سيكون بمثابة رافعة اقتصادية واجتماعية وسياحية، معتبرًا أن فك العزلة عن عدد كبير من الدواوير على طول هذا المحور سيمكّن من تحقيق إشعاع تنموي حقيقي. كما عبّر عن امتنانه العميق لكافة المتدخلين، خاصة السيد عامل الإقليم، وزارة الفلاحة، وممثلي الجهة والمجلس الإقليمي وعدد من البرلمانيين …
مضيفا رئيس جماعة فناسة باب الحيط بأن مشروع تأهيل هذا الطريق لا يمكن اختزاله في مجرد تعبيد مسار ترابي، بل هو تأكيد على أن الاستثمار في البنية التحتية الطرقية يشكل أحد أقوى تجليات الإرادة في خدمة المواطن، كما يُعد خطوة ملموسة نحو تنزيل النموذج التنموي الجديد الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده، والذي يُراهن على تعزيز الاندماج الترابي والاقتصادي والاجتماعي للمناطق القروية والجبلية.
من هنا، فإن إنجاح هذا المشروع يعد رافعة تنموية لجل المناطق ، ومواصلة الترافع المؤسساتي لمزيد من الدعم والتوسعة، ليُصبح الربط بين تاونات والحسيمة ليس فقط معبرًا طرقيًا، بل جسرًا حقيقيًا للتنمية وتحقيق الصالح العام …