آخر الأحداث

من رؤى التغيير في عمل المجتمع المدني والجمعوي.

هيئة التحرير20 يوليو 202510 مشاهدة
من رؤى التغيير في عمل المجتمع المدني والجمعوي.

محسن الأكرمين – مكناس

الأحد 20 يوليوز 2025 – 22:30

في مكناس هنالك مجتمع مدني يمارس بكثرة الكلام المباح (اشحَالْ قدكْ من استغفر الله يا البايت بلا عشَا). نُمارس الدعاء والأدعية الإرجائية، وقد نقول وراء الأسياد (آمين) !!! في مكناس يَشْكل علينا التمييز بين المجتمع المدني صناع التغيير، وبين (نص نص) ما هو سياسي وما هو بفاعل مدني/ جمعوي.
في مكناس مجتمع مدني ينهض من تحت التراب، كي ينتقد الحاضر وينظر للمستقبل برؤية التموقع والمواقع البارزة. في مكناس الكل يشتغل على نفس المواضيع والمجالات، وتكثر الصور المليحة، والكلمات الرنانة، وحين نرجع للواقع نجد أننا نتحصل على نقطة الصفر من الأثر، ومن المرجعيات الآتية بمتغيرات التنمية. في مكناس يغيب الدعم (المعنوي والمادي) بالشفافية للجمعيات والمجتمع المدني، ولكن إذا أحسن التنظيم قراءة الصفحة الوحيدة للدعم بتقليب التقبيل والتمجيد ينال الحظوة، وينال الرضا والتسييد والتقديم، والدفع به إلى الأمام.
في مكناس، مجتمع مدني ينخرط بالتفاعل في تقزيم المجتمع المدني الخر، وينال من المكيدة السياسية الحسنى والتوجيه، وترييب اللاحق المشاكس. في مكناس يبدو أن المجتمع المدني يكثر الثرثرة، بينما محب الاختصار (قاضي حاجة)، ويعرف (من أين تؤكل الكتف الرطبة). مجتمع مدني يشتغل على المشترك من مطالب المدينة (محاربة الهشاشة/ التدبير الممنهج /التسيير الديمقراطي…/ سياسة التمييز والمفاضل مثلا نموذج المرأة/ تأهيل الإنسان /تحديث المجتمع…)، ويختلف في بنيات الاشتغال والاستهداف والغايات والاملاءات، وحين تنتهي المهام نجد أن جلَّ وجوه المجتمع المدني قد صارت سياسية، وألفت قول (نحن)، وباتت آلة طيعة لقول: (نعم) وليس (لا) !!!
قد نحارب التنميط في انشغالات واشتغال المجتمع المدني، ولكن هي مكناس التي تنتج (الاستنساخ) ولا تحيد بتاتا عن ترديد لازمة التطويع والتركيع وكم من حاجة (قضيناها بتركها)!!! قد يكون المجتمع المدني أحد الرهانات الكبرى للتنمية بالمدينة والحكامة المجالية أن أحسن الرؤية المدنية الهادفة، لكن ليعقوب (عليه السلام) كلام آخر ولازال يُستحضر ضمن السياسة بمكناس والعمل المدني:” بأن يتفرق القوم ويدخلوا من أبواب متعددة “!!!
لا علينا فمن المجتمع المدني والجمعوي من له الريادة، والسبق والقوة، وأضحى يمثل أحد الرهانات التنموية والثقافية والفنية بالمدينة، من تم كلامنا لايستقيم إلا بالاستثناء والتمييز ، لا نستهدف بدل الخطأ حتى من ذواتنا. من الصعب أن المجتمع المدني بغالبيته في مكناس، لازال مُغيبا عن تجويد حياة الإنسان وضبط حقوقه وبناء رؤية التنمية المندمجة. فالحديث المدني عن التنمية يستوجب تلبية مطالب الحاضر لا القياس عنها في لاهوت الكلام والسفسطة المقيتة، ومواسم ومهرجانات الأضواء.
اليوم باتت أدوار المجتمع المدني تتطلب الخروج من النمط التقليدي التكافلي والتضامني، نحو ثقافة المبادرة المواطنة (أن نكون أو لا نكون !!!). وهذا بخلاف التوجه العام، من نتائج محدودية التنمية الذي ترفعها الدولة كشعار لمحاربة الهشاشة والتوجه نحو صناعة الرفاه للجميع. نريد مجتمع مدني يقول: لا للازدواجية، يقول: لا للفساد، يقول لا للتمييز، يقول: لا لتنقيط المجتمع المدني بين الصالح والطالح !!!