محسن الأكرمين.
الأربعاء 31 دجنبر 2025 – 18:40
ما أسرع وتيرة الزمان الذي نعيشه بالاستهلاك، حتى بات الزمن هو من يُطارد أيامنا بالتداول والمناولة، ويُهددنا بحتمية الموت، والوصول إلى خط النهاية ( مفهوم القدر)، حينها قد نعتبر الزمن فرديا في تقرير(حتمية الموت) الفردية، وحين ذهابنا الآمن ضمن مكونات (ممكن الوجود)، فلن نُغير شيئا غير بقاء أثر الخير وخدمة الإنسانية، ولن يتوقف علينا حينها لا الوجود ولا الزمان من سنن الاستمرار المستديم، ولكن من رأيي أن الزمان هو نحن، ونحن الزمان بحد ذاته الفردية والجماعية، من تم فلن نحارب الزمان ولن نطارده، فهو أشد قوة منَّا، وقد نخاف منه بالتباع ، وكذا من فوضى الاستهلاك الرديء للزمن وغير الخير في الفعل.
من تعريفات مفهوم التاريخ الطريفة “فهو الروايات القديمة” ونحن لا نَعرف من الزمان غير مصطلح الماضي والحاضر والمستقبل، ولا نقدر على معرفة ما يختفي “ما بعد المستقبل” !!! من تم، قد لا نعرف (لا ماهيته ولا جوهره الحقيقي) في ظل غياب المعقولية والحياة الموجهة بالرزانة والثقافة المرجعية (الدينية).
ومن حسن التعريف أن الإنسان لا يمكن أن يفهم ذاته وغيره (الآخر) إلا من خلال انفتاحه على مفهوم الزمن، ومعرفة فواصل الفرق بين (الخير/ الشر). فيما التوقف عند الماضي (2025) وما قبلها، فهو الخطأ الذي نقع فيه جميعا من خلال استبدال الحلم في المستقبل المغير بالذكريات الماضية. ورغم فالماضي بحق هو المرجعية والمرآة الفاصلة، وكذا هو الهوية الذي يضمن إدراك أصالتنا الفردية والجماعية، ومعنى الحياة ضمن النظام السماوي (الحاضر والمستقبل)، و تحقيق القيم الاجتماعية الفضلى (الامتداد).
من حسن التمسك بسنن الحياة، ارتباط الحاضر والماضي بلحظات متحركة لا جامدة، وممارسة فعل الحياة المتلازمة بالعطاء… فيما الانفتاح على الزمن فقد يبقى رمزا لمتوالية رياضية (ادفع) نحو المستقبل سنة (2026) وما بعدها من أحداث خفية، من تم قد يحدث الانفتاح على المستقبل (دراسة الجدوى) دون الوقوف عند غيبية ما يمكن أن يكون (ما بعد المستقبل). وبهذا يكون الماضي مثلا سنة (2025) ليس ما انقضى من الزمن، لأن حضور الحاضر سنة (2026) ليس باللحظة الجامدة، بل هو اللحظة المتحركة بوسائط الفعل التفاعلي.
من تم، فالزمن رمز لإصباغ المعقولية على الحياة (العقل والنقل)، وضبط ساعاتها المتحركة، رغم أننا لا نعلم جوابا عن سؤال: متى ينتهي الزمن (الغيب)؟
الليلة قد تنقضي (إن شاء الله) سنة (2025) بتوافد الذكريات التي تؤدي وقد لا تؤدي (تقويم مسار الحياة)، ومدى اكتسابنا خبرة فردية أو جماعية لكل ذات وآخر، على اعتبار أن الزمن يكون فرديا قبل أن يضمنا في نحن والزمن… حلم سنة أسعد (2026) بمفهوم الكونية لا بالمرجيات التاريخية التي تتأسس عليها…




