ذ.محسن الاكرمين
الجمعة 05 غشت 2022 – 17:20
في حضرة مولانا الإمام التقي بالله إدريس الأكبر دفين مدينة زرهون العالمة بعلم الدين والفضائل الربانية. كانت بداية افتتاح الموسم الأكبر، والذي يغوص في العرف الاجتماعي والتقاليد المحلية المتوارثة. كانت الزيارة استطلاعية وبنائية لعادات تاريخية لازالت أصيلة وتمارس بأريحية المكان وطيبة ساكن. كان المديح النبوي والذكر القرآني حاضر يوم افتتاح الموسم. هي نورانية قيم الشرفاء الفضلى بتنوع الأفخاذ وشجرة الأنساب داخل الفضاء الديني بامتياز لحضرة مولانا الإمام التقي بالله إدريس الأكبر.
في حضرة الضريح تقف على التاريخ المغربي للدولة الوطنية منذ تأسيس الفاتح الأكبر. تلحظ أن المكان من داخل القبة أو من خارجه يكتنفه الورع والتطهير النفسي بلا منغصات حياتية تحكمية. تعج الحركة داخلة قبة (دربوز) مرقد المولى إدريس الفاتح، ولا يسكن الذكر تلاوة. تلحظ أن مهما كانت مقاصد الزيارة، فهي تَبيتُ تستكشف المكان والزخرفة الحسنية بعهد التجديد. لم يكن الضريح الأكبر للمولى إدريس موطنا سياحيا بالدلالة وأثر الربح المادي، بل كان منذ العهد القديم موردا للتبرك بالأرض الطاهرة، وقاعدة أخلاقية نظيفة، مكانا تؤثثه السماحة والتواصل الفعال المندمج بالقيم وطيبة الكَلم، وقدسية النفس البشرية الزكية لحضرة مولانا الإمام التقي بالله إدريس الأكبر.
في حضرة الضريح يمكن أن تنزوي بالتأمل واستلهام التاريخ، أو أن تدخل المسجد صلاة نافلة وفرضا. يمكن أن تجلس قرب نافورة ترشك ماء عذبا مطهرا غدقا كثيرا. يمكن أن تختلي بنفسك وبروحك، وتعيد ترتيب حاجياتك الداخلية وتبني نفقا مريحا خارج علبة الصندوق. يمكن إخلاء النفس والذات من الضغوطات الاجتماعية والحياتية المتراكمة تباعا من همّ الحياة.
في حضرة الضريح تحضر فرحة الشرفاء بالهبة المولوية الملكية والذبيحة المليحة، تمارس كل التقاليد العرفية الرزينة وغير الرخوة، ولا تبعد بنا بدا خارج المورد الديني المعياري. أمداح الطوائف المتنوعة ذات الأبعاد الصوفية وزوايا دلائل الخيرات وقصيدة البردة والدعاء تجوب الساحة الكبرى لمدينة مرقد باني الدولة الوطنية المغربية، تتحرك الطوائف الوافدة على حضرة الضريح و(التعشيق) النسوي على النبي (ص) يأخذ منك الشعور بأنك في طواف صوفي مغربي بامتياز الروح و أثر التواتر.
في حضرة الضريح تختفي الصفات والألقاب والمناصب، يحضر الحلول المكاني والزماني الوجودي للذكر والامتداح النقي. يحضر بخور(العود) فيزيد المكان صفاء وانسجاما مع زخرفة حضرة الضريح. إنها بحق المدينة الشامخة الوقوف فوق قمة جبل زرهون. إنهم لزاما بالعدل والوفاء ساكنة من حملة الفقه والأصول الدينية، وعامري المحراب بالتلاوة القرآنية منذ زمن الفاتح الأكبر.
في حضرة الضريح، تغزوك البسمة الطيعة للساكنة والمريدين، وتبرهن على منابع الأصول الطيبة الاجتماعية السمحة، وعلى بناءات شجرة الشرفاء الذين استوطنوا المدينة، وافتخروا بأنهم من أبناء وحفدة مولانا الإمام التقي بالله إدريس الأول الفاتح.