صدى المغرب – نورالدين غنبوري
الاحد 13 نونبر 2022 – 16:09
عاشت ساكنة الجماعة الترابية آيت مالك دائرة تيفلت بإقليم الخميسات والجماعات المجاورة لها على مدى ثلاثة أيام إنطلاقا من 13/12/11 نونبر 2022، على إيقاعات فعاليات وإحتفالات شعبية منقوشة بفنون “التبوريدة” التقليدية إحياء لهذه التظاهرة الثقافية الفنية والرياضية الرامية إلى حماية وصيانة الموروث الثقافي المغربي المتمثل في الإهتمام بالتبوريدة وإعادة الإعتبار لتراث الفرس والفروسية، التي تعد إحدى مكونات الهوية والحضارة المغربية الأصيلة، الموسم السنوي سيدي بوشوكة في النسخة الأولى في عهد الرئيس الحالي أحمد قنوش والذي نظمه المجلس الجماعي لآيت مالك بشراكة مع العديد من الغيورين على المنطقة والأعيان والشرفاء أحفاد الولي الصالح سيدي بوشوكة وفعاليات المجتمع المدني، تخليدا لذكرى المسيرة الخضراء المظفرة وعيد الإستقلال المجيد، وهو أول موسم سنوي للتبوريدة ينظم بجماعة آيت مالك بعد جائحة كوفيد-19.
وشهد اليوم الثاني من الموسم حضور وازن للعديد من الضيوف من بينهم البرلماني ورئيس المجلس الجماعي لتيفلت السيد عبد الصمد عرشان ونائبه السيد مصطفى بومهدي والمستشار البرلماني ورئيس المجلس الجماعي لسيدي علال البحراوي السيد جمال الوردي ورئيس جماعة عين الجوهرة السيد محمد العريفي ورئيس جماعة أيت علي ولحسن السيد المهدي حجي ورئيس دائرة تيفلت السيد الطاهر فرحان وقائد قيادة سيدي علال البحراوي السيد رشيد الشرقي والعديد من المسؤولين المحليين والمنتخبين والأعيان وفعاليات جمعوية وإعلامية، حيث أقيمت على شرفهم مأدبة غذاء في أجواء إحتفالية.
وقد عرفت نسخة هذه السنة من الموسم السنوي سيدي بوشوكة لفن التبوريدة، مشاركة أزيد من 20 سربة تنتمي إلى جماعة آيت مالك وإلى الجماعات المجاورة المعروفة بتربية الخيول المحلية، يجمعها شغف ركوب الخيل والمحافظة على هذا الموروث الثقافي الفني الأصيل الذي أصبح تقليدا بعدما أوشك فن الفروسية التقليدية على الإنقراض بفعل عوامل ظاهرية كالجفاف وغلاء العلف والعصرنة والتطور التكنولوجي، وعرف موسم هذه السنة حضور جماهير غفيرة وتوافد زوار بشكل مكثف من مختلف الجماعات المجاورة لجماعة آيت مالك وإقليم الخميسات بالخصوص وكذلك من بعض المدن المجاورة مثل الخميسات تيفلت الرباط سلا القنيطرة تمارة، أما عن الخيول المشاركة فقد وصل عددها حوالي 400 فرس، وتضمن الموسم رواقات موازية لميدان سباق الخيول اشتملت على رواقات خاصة بفن الهيت ورواقات أخرى للموروث الثقافي الفني المتمثل في الأهازيج الشعبية والفلكلور الشعبي، كم إستفاد الأطفال من مجموعة من الألعاب الترفيهية التي تم نصبها بالفضاء المجاور للملعب الخاص بالتبوريدة، وإستمتع الجمهور الحاضر بلوحات فنية من فن الهيت.
و تابعت جماهير غفيرة متعطشة لمثل هذه التظاهرات فعاليات الموسم السنوي سيدي بوشوكة، وهي تجمع بين الفرجة والحماس والتشجيع التلقائي، وهو أمر تؤكده نسبة الحضور المرتفعة وكذا حضور بعض من أفراد الجالية المغربية بالخارج و عدد من الضيوف و الزوار من خارج جماعة آيت مالك.
و سهر مجلس جماعة آيت مالك والذي يرأسه الرئيس أحمد قنوش وأعضاء المجلس الجماعي على توفير كل الوسائل اللوجيستيكية واللتنظيمية لإنجاح الموسم وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية والأمنية من قوات المساعدة ومصالح الدرك الملكي وأعوان السلطة التي واكبت عملية المرور وإستباب الأمن، كما جندت جماعة آيت مالك سيارتين إسعاف من أجل السهر على صحة وسلامة الجميع خلال أيام هذا الموسم.
و حسب ما عاينه الطاقم الصحفي لجريدة “صدى المغرب” فقد شهد الموسم السنوي سيدي بوشوكة رقما قياسيا من حيث الزوار و هواة الخيل من كل مناطق إقليم الخميسات، الذين حلوا من أجل متابعة العروض الشيقة للفروسية التقليدية، وأيضا الإستمتاع بالإيقاعات الفلكلورية التي تجسد التراث المحلي الأصيل، كما إتسم الموسم بحسن التنظيم، حيث سهرت جماعة آيت مالك على توفير الظروف المناسبة وذلك برش أرضية ملعب التبوريدة بالماء لتافدي الغبار الذي يضايق الجمهور المتتبع لمنافسات التبوريدة، كما عملت ذات الجماعة على تهيئ مواقف للسيارات لتفادي الإزدحام.
والهدف من تنظيم هذا الموسم السنوي هو إشعاع ثراء التراث المحلي وجلب إهتمام المتتبعين لهذا النوع من التحام ساكنة جماعة آيت مالك بمختلف قبائلها وشرائحها من أجل تبادل التجارب وتقديم أعمال فنية ثقافية للجمهور المتعطش لمثل هذا النوع من الأنشطة، ولقد إستمتع الحاضرون بلوحات من فن التبوريدة أبدع خلالها فرسان شباب وشيوخ ينتمون لسربات مختلفة وكذلك فن الهيت.
وفي حديث خص به رئيس جماعة آيت مالك جريدة “صدى المغرب”، رحب السيد أحمد قنوش، بجميع زوار الموسم الذين جاؤوا لإحياء التراث والمشاركة في هذا الإحتفال، وقال أن المجلس جند كل إمكانياته لإنجاح الوسم وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية والأمنية من قوات المساعدة ومصالح الدرك الملكي وأعوان السلطة، ولم يدع الفرصة تمر ليتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح مهرجان التبوريدة والذي يعتبر موروثا ثقافيا ترفيهيا.
وأكد السيد أحمد قنوش، أن تنظيم هذه التظاهرة يأتي بعد توقف دام أكثر من ثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا، مبرزا أهمية هذا الحدث الفني الذي عرف مشاركة فرسان يمثلون مختلف قبائل إقليم الخميسات، وكذا من الجالية المقيمة بالخارج الذين أصروا على المشاركة في الموسم الذي يشكل فرصة للقاء بين الأسر والأصدقاء وتعزيز أواصر الصلة بعادات وتقاليد المنطقة، مشيدا بالجهود التي بذلها كافة القائمين على هذا الموسم لإنجاح مختلف فعالياته، مبرزا أهمية هذه التظاهرة التي توفر فرصة لتحقيق التواصل الإجتماعي من خلال أجواء إحتفالية تراثية تعكس الأبعاد الرمزية والثقافية للفرس وفن التبوريدة في الهوية الثقافية المحلية وكذا الوطنية.
وأبرز أحمد قنوش أن الموسم السنوي سيدي بوشوكة لفن التبوريدة بالجماعة الترابية آيت مالك يروم على الخصوص تسليط الضوء على الأبعاد الرمزية والثقافية المتجذرة للفرس في الهوية الثقافية الوطنية، وفن التبوريدة كتراث تاريخي أصيل من جهة والمساهمة في التعريف بالمنطقة وبمؤهلاتها الفنية والثقافية والفلاحية من جهة أخرى.
وأكد أحمد قنوش في ذات الصدد، “نسعى إلى ترسيخ هذه الثقافة حتى لا يندثر هذا الفن”، مبرزا أن هذا التراث يمثل حلقة وصل بين الأجداد والشباب وجب علينا العناية به حتى لا نفقد هويتنا.