محمد اوصابر
الجمعة 13 اكتوبر 2023 – 19:04
برسم الجولة الأولى من البطولة السياسية الرياضية للموسم الجاري، انطلقت المباراة في شوطها الأول الذي سيطر على مجرياته الفريق السياسي بعد إحماءات خاصة وتركيز في أماكن مساعدة على التحضير الجيد وإشارات عبر مقابلات إعدادية مع فرق الصفوة وتلميحات إلى قوة بدنية واستعداد ذهني في مستوى التطلعات منذ صيف شهور يوليوز وغشت إلى صيف أكتوبر ،وتحضيرات دقيقة للشوط الثاني الذي سيكون حامي الوطيس .وقد عرف هذا الشوط حضورا جماهيريا كبيرا نادى بتغيير المدرب الذي يلعب بدون خطة أو على الأقل جديدة وغير واضحة تتقنها فرق الغرب ،واعتماد تشكيلة تعرف ضعفا على مستوى خط الدفاع والهجوم مهما اتفق الجميع على تقنياتهم الكبيرة ،رغم أن دكة البدلاء تعج بالعناصر المشاكسة التي يمكنها تنفيذ الخطة والتكتيك المراد ،لكن المدرب فضل الاحتفاظ بهم إلى غاية الجولة الثانية من اجل الحسم في النتيجة النهائية بحصة لا تتجاوز 300 مليون سنتيم .هذه الجولة تميزت بالتمريرات في العمق وفي ظهر الزملاء أحيانا ،وتمريرات خاطئة صائبة في ذات الوقت أحيانا أخرى على مستوى خط الدفاع بمشاركة العناصر البديلة التي يبدو عليها عدم الرضا على الأداء التقني والتكتيكي للمجموعة المشاركة ،وسط سخط لاعبين آخرين ساهموا في التعاقد مع المدرب الحالي وبعض زملائهم، كما أن الكرة تمركزت في جهة المحليين أكثر في خضم خلاف وعدم انسجام واضح وفاضح باللعب السلبي الذي لا يعاقب عليه قانون كرة القدم عكس كرة اليد والسلة ،دون بلوغ منطقة الخصم تخطيطا لما سيتم تنفيذه خلال النصف الثاني من اللقاء .
في هذه الأثناء بدا مندوب المقابلة من الجهاز الوصي على المباراة مندهشا لما يقع داخل الفريق الواحد وفطن لأجوائها الحماسية مترقبا الشوط الثاني، محاولا الحفاظ على الهدوء داخل رقعة الميدان وفي المدرجات تفاديا لعقوبة “الويكلو” أو منع حضور التداريب والتنقلات بحكم أن المباراة ملعوبة في ميدان محايد ،وبتفوقه في ذلك انتهى الشوط الأول بأقل الأضرار .
بعد ذلك تابع الجميع تحليلات تقنية بين الشوطين في محاكمات للأداء التقني الضعيف وغياب الانسجام بين أغلب العناصر رغم انها متمرسة وتلعب جنبا إلى جنب لأكثر من موسم ، وقد أنذرت هذه التحليلات بأن الشوط الثاني سيكون أكثر شراسة وهجومات خطيرة على مرمى الخصم في دربي البطولة السياسية الرياضية ،بما أن مستودع ملابس الفريق المحلي عرف عدة أفكار لتغيير الخطة وتحقيق الفوز ولو ب 200 مليون ،وإجماع مخطط له لرفع منسوب “الهضرة ” في مواقع أخرى.
انطلق الشوط الثاني بحوارات تكتيكية صفقت لها بعض الجماهير التي حضرت البداية بعد دغدغة مشاعرها بلعب استعراضي دون تسجيل أهداف بحكم أن الفرص كانت سانحة للأداء دون بلوغ الشباك ،لأن جل اطوار المباراة في شقها الثاني بعد الرجوع من المستودعات كانت تهدف إلى خلق الانسجام وتلطيف الأجواء وتغيير الشاكلة دون المساس بالتشكيلة الأساسية والعمود الفقري للفريق المثالي الذي يعلو المنصة في كل مناسبة هامة ،علما أن المدرب كان يثق في بعض العناصر البديلة التي جاورت الفريق الخصم وتعرف خطته وإمكانيات عناصره ،فريق جريح يعرف خصاصا مهولا وغيابات كثيرة لموسمين في خط وسط الميدان لعناصرمن شأنها خلق التوازن المناسب وجلب لاعبين لهم أهمية وخبرة في مثل هذه الدربيات ،لكنه في المقابل يعتمد على عناصر على الأطراف تنقص بعضها اللياقة وتتميز بالخبرة والتجربة في لعب الأدوار الدفاعية والهجومية بشراسة كبيرة ،لاسيما تجاه بعض اللاعبين الذين حملوا معهم نفس القميص سابقا ولعبوا مباريات عدة في نفس النادي ويعتبرون من أبنائه .
أجرى الفريق الثاني المباراة منقوص العدد منذ الوهلة الأولى ،كما تعرضت بعض عناصره للطرد ،وأخرى لإصابة بليغة على مستوى الصدر والرأس ،فكان بديهيا أن تؤول النتيجة لصالح الفريق المحلي ،لكن المتتبعين اعتبروا الانتصار بمثابة هزيمة أمام الأنصار والمحبين الحاضرين والغائبين في مقابلة الذهاب ،في ظل أن قانون اللعبة تغير مؤخرا .من هذا المنطلق وجريا على العادة،قد يكون تقرير مندوب المقابلة مؤثرا يجعل رئيس الجهاز الوصي على البطولة يتدخل بسبب غياب تكافؤ الفرص وغياب الروح الرياضية وإشراك لاعبين بدون رخص وغياب المصلحة الفضلى للبطولة وتدخلات خشنة من الطرفين معا واستعمال العنف والضرب الموجب للطرد وغياب المنافسة الشريفة واستغلال القاصرين والمقصرين ،واعتماد الهواتف في تغيير النتيجة وغيرها من الخروقات التي سيتقدم بها الفريق الخصم لدى لجنة الانضباط والتأديب.
وسينتقل العنف إلى خارج الميدان وإلى الصفحات الرسمية قد ينتهي بالمحكمة الرياضية الزجرية دفاعا عن الحق الذي أريد به باطل أو الباطل الذي أريد به حق ،وقد تكون مباراة الإياب أكثر شراسة مع منع نقلها مباشرة للمتتبعين والمشاهدين .
لا دراية لي بالسياسة وكل تشابه في الأحداث والوقائع فهو من نسج الخيال.