آخر الأحداث

الثقافة ومستوى الإنهاك بمدينة مكناس…

15 نوفمبر 202314 مشاهدة
الثقافة ومستوى الإنهاك بمدينة مكناس…

محسن الاكرمين

الاربعاء 15 نونبر 2023 – 22:32

ما أجمل أن يُفتتح الموسم الثقافي بمدينة مكناس تحت مسامع اللحن والموسيقى وأخذ الصورة النموذجية. ما أجمل أن يكون للثقافة يوم افتتاح رسمي تَفَضُّ فيه بكرة الثقافة الحالمة بالمدينة . ما أسوأ أن ترتقي الثقافة بمكناس نحو ثقافة بهرجة عند يوم الافتتاح وبتمام الخطابات المتكلمة المكتوبة، بنهاية كل موسم ثقافي وأنتم مثقفو مدينة مكناس بألف خير !!
السياسة الثقافية بالمدينة باتت تشابه لُعبة (لعب وكول) وانتهى الكلام عن الثقافة من يوم الافتتاح. باتت السياسة الثقافية تشابه تركيبة الأحلاف والمتتاليات، وثقافة القبائل، وكُهان أخوية الثقافة بالمدينة !! باتت الثقافة بالمدينة المنهوكة تُماثل تبادل الأدوار بالرضا والإرضاء والثقافة (الوسائطية) الرطبة!!
حقيقة، لم تعد الثقافة ذاك الترفيه الفني وإعلاء الدقة العيساوية …، والخطب المتكلمة من المنصة، لم تعد الثقافة وسيلة سهلة في إحضار مبدع أو كاتب ومساءلته أمام أعين الكاميرات، لم تعد الثقافة العالمة في الهرولة نحو منصة الخطابة وتمليح التكريمات وتوصيفات السيرة، لم تعد الثقافة آتية من تحنيط المفكر وجعله أثاثا من ديكور في المنصة الخضراء لقاعة الفقيه المنوني، بل أصبحت الثقافة خيارا اقتصاديا في المعرفة، خيارا اجتماعيا في التوعية وصناعة الإنسان بالوعي والقيم الجمالية. فنجاح المشروع الثقافي وتطويره بمكناس يقتضي التساؤل: عن الاختيارات الثقافية بمكناس؟ عن ماهية المؤشرات الثقافية بالمدينة؟ وهل باتت الثقافة البنائية /التفاعلية بمكناس تغيب أم تزيد؟ وهل بات الفعل الثقافي بمكناس يماثل مهرجانات الفولكلور السياحي؟ وهل اليد الفاعلة في الثقافة فاشلة !!
مكناس تسوق ثقافة الصورة دائما، وتجتهد في تركيبها وتزيينها والترافع عن المنجزات (التي لم تسمن يوما الثقافة بمكناس). إنها بحق ثقافة (الخيمة والحصير) وانتظر المزيد من المسرحيات الهزلية !! من سوء مطلع الموسم الثقافي بالمدينة بأننا لا نشتغل على برنامج فعل ثقافي بالتنوع والامتداد، وإنما نشتغل على برنامج التكتلات، والتحالفات الثقافية، والإرضاءات، وبصمة حماة المعبد الثقافي… فتدبير الشأن الثقافي بالمدينة يغاير التدبير الإداري لأي مرفق عمومي. فالمرفق الثقافي يتطلب التواصل الفعال والدائم، يتطلب الاشتغال على تنزيل رؤية الثقافة الكلية لا الفرعية. يتطلب أخيرا تواجد فريق اشتغال تشاركي يحمل الثقة من المتلقي، ويُغيب التوجسات المخيفة من النقد.