صدى المغرب – مكناس
الرباط 04 ماي 2025 – 21:51
تتصاعد تساؤلات الأسر المغربية حول مدى توافق الرسوم الدراسية الباهظة التي تفرضها بعض المدارس الخاصة مع مستوى التعليم والخدمات المقدمة.
وتُسلّط الانتقادات المتزايدة الضوء على مؤسسات باتت تُتهم بتغليب الاعتبارات الربحية على الجودة التربوية، وسط غياب رقابة فعّالة وشفافة.
في هذا السياق، تداولت مواقع إعلامية ومنصات أولياء الأمور مؤخرًا نقاشًا واسعًا حول تصاعد رسوم التعليم في عدد من المؤسسات التعليمية الخاصة بالمغرب، وبرزت حالة “لندن أكاديمي – الرباط” كنموذج لمدرسة خاصة أثارت مؤخرًا موجة انتقادات من قبل عدد من أولياء الأمور، عبّروا عنها من خلال منشورات على مجموعات فيسبوك، تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، ومراجعات منشورة في Google وReddit، حيث أشاروا إلى وجود “فوضى إدارية”، و”غياب خطة تعليمية واضحة”، إضافة إلى “ضعف الرعاية الصحية داخل المؤسسة”.
وتكشف إحدى المراجعات، التي كتبها ولي أمر جرّب عدة مدارس دولية، أن “لندن أكاديمي” “تلزم الطلاب سمحت بالغش ولم تقدم إضافة حقيقية لتجربة أبنائه التعليمية. وفي المقابل، توافقت غالبية المراجعات الأخرى على وجود قصور في مختلف المستويات.
فمن جهة، نددت مراجعات عديدة بـ”ضعف الكادر التدريسي” و”غياب المعلمين الأجانب الموعودين”، وتحدثت عن “انعدام التنظيم في الأنشطة”، و”مجموعات دراسية مكتظة”، و”تجاهل الإصابات في المعسكرات الصيفية”، فضلًا عن “خروج الأطفال للشارع دون مراقبة”، ما يشير إلى إهمال واضح في السلامة.
كما اشتكت أسر أخرى من أن الطلاب يقضون وقتهم في مشاهدة الأفلام بدل الدراسة، ومن انسحاب المعلمين الأكفاء بعد فترات وجيزة، ومن انتشار سلوكيات تنمّ عن ضعف في التأطير التربوي. وأكدت مراجعات متكررة أن الإدارة لا تتجاوب إلا عند المطالبة بالرسوم، في حين يتم تجاهل انشغالات الأهالي، وسط “رداءة في الزي المدرسي” وعدم وجود أدوات إلكترونية حديثة.
وتصف إحدى المراجعات الوضع بكلمات مباشرة: “لا تربية، لا مهنية، فقط بلابلة واستنزاف لأموال الأسر”. فيما ذهب آخرون إلى حد المطالبة بإغلاق المؤسسة أو إعادة هيكلتها، في ظل ما وصفوه بـ”الفوضى المتكررة، وغياب الجودة التعليمية، والتواصل شبه المعدوم”.
في المقابل، أشاد عدد محدود من أولياء الأمور ببعض المدرسين الذين وصفوهم بالمجتهدين، مشيرين إلى أن الخلل الأساسي يكمن في غياب قيادة مؤسسية قادرة على تفعيل رؤية تعليمية حقيقية، وتحقيق توازن بين المستوى الأكاديمي والخدمات التكميلية.
ويحذر خبراء التربية من الانخداع بالشعارات البراقة التي تروّجها بعض المدارس الخاصة، ويشددون على أهمية التحقق من جودة المؤسسة قبل تسجيل الأبناء. وينصح هؤلاء بالاطلاع على تقييمات Google Maps كونها تعكس تجارب أولياء الأمور بموضوعية نسبية، إلى جانب زيارة المدرسة، والتأكد من جودة المناهج، والبنية التحتية، وأهليّة الكوادر، ومراعاة شروط الصحة والسلامة، وبرامج الدعم النفسي والتربوي.
إلى ذلك، ينصح نصير عمورة تربوي وأكاديمي، أولياء الأمور بضرورة التأكد من وجود برامج دعم نفسي وتربوي، فضلاً عن مراعاة المعايير الصحية والسلامة داخل المدرسة.
وفي الوقت الذي يتزايد فيه الطلب على المدارس الخاصة، تأتي هذه التوصيات لتساعد الأسر في اتخاذ قرارات مدروسة تضمن توفير بيئة تعليمية آمنة ومحفزة لأبنائهم، بعيدًا عن الاستغلال التجاري أو الانخداع بالرسوم المرتفعة دون مقابل تعليمي حقيقي.