محسن الاكرمين
الخميس 16 ماي 2024 – 19:42
كم كنت سعيدا داخل مصفوفة تراتبية يومي، وأنا أعيش دغدغة رخوة آتية من حذائي (الجديد)، وأنا أسير على البساط الأحمر فوق العشب الأخضر … كم كنت أماثل صرامة البروتوكول بالتزام وأناة ولا أعير نظرات المصور رؤية … فيما كان تفكيري يتحرك بالتخلخل، ويبحث عن عالمي …نعم عالمي أنا…..مودتي لكم جميعا….
في عالمي أشعر بالتكرار، أني مجرد شخص ضئيل في ذات هذا الكون العامر، أعلم علم اليقين أن الحياة فانية (فكل ما لديه بداية لديه نهاية). في عالم حياتي، لا أقدر الخروج من قيود المصفوفة الاجتماعية، والتي لا تتحمل قبول سنن التغيير والتجديد. قد أحمل مجموعة من الأسئلة المربكة لبناء المفهوم داخل عالمي المصغر، تلك الأسئلة مهما كانت فوضوية، فهي حتما تحتاج لإجابات متعددة الصياغات، ومن نوعية الترتيب والأولويات والتسلسل المنطقي.
غير ما مرة في عالمي المصغر، أُحس أن كل محاولاتي في نيل أقساط وفيرة من تزكية عيش الحياة كانت فاشلة، وبلا نهايات مُربحة. ولما لا، كانت جد يائسة من نيل حلم الحياة الأنيق، وروعة النضج. نعم، تنبأت بذلك غير بعيد، وفي مواضع مُختلفة وكثيرة، وحتى تلك النهاية (الحتمية)، كنت أُوقن أنني رأيتها في حدسي وحلمي (الأخضر)، وقد كانت هي الحقيقة في الألوان (الزرقاء).
أكره أن ينتهي بي عقلي البشري لصياغة مُسودات ومسوغات الضعف، وعَقْلِ العقل، و لما لا حتى البحث عن المبررات غير المعتدلة بالتمام، ولا المرجعية في علم إقناع المنطق. فلا جدوى عندي لتفكير بلا معنى أو هدف أو جدوى مدروس.
فكل إسراري نحو أقساط قبول التغيير، كان يؤدي بي نحو الهاوية السحيقة. كنت أخشى أن الحرب المتفاقمة بين الخير والشر قد لا تنتهي البتة، مادام الشيطان يتربع عرش الإغراء والإغواء. كنت أخشى، ألا مناص من نهاية المعركة، وقتل الشر الذي يتحرك في الظلال الخفية عن عيوننا، لكن من سوء حظي أني كنت أعلم بالسبق والصمت، ما سيحدث إن انتهت حربي الداخلية، فالأحلاف لن تقبل بصلحي الداخلي!!
في عالمي الخاص، لم أكن بطلا، ولا مراوغ كرة فارغة من ضغط الرياح. في عالمي، كنت أُقاتل بسلمية، وعقلانية من أجل الحرية والحقيقة وربما حتى السلام داخل ذاتي، و عند الآخر من عالم تفكيري. كان هذا خياري الطوعي، رغم أني آمنت بأنها مجرد أوهام تناطح نصب أوهام صلبة.
كان ظلي الذي يفوقني طولا بعمودية شمس صيف، يسائل ذاتي بلهجة شديدة النبرة: لا تستطيع الفوز رغم أنك عنيد وصبور… لا جدوى من استمرارك في القتال السلمي، فالحرب خدعة، وكر وفر… أيمكن، أن تكون تُقاتل من أجل الحب الوجودي؟ أيمكنك أن تخبرني ما هو سر قتالك العنيد، وبلا أهداف طامعة ؟ … أتظن أنك، تقاتل لهدف ما… غير الحياة وغير التملك والسيطرة؟ لم تَقُمْ بذلك وتلازم المحاولات بلا عياء وكلل؟ لم تنهض وقوفا وتستمر في القتال العقلي؟ لم تستمر بالقتال يا هذا !! فالعالم تغيرت أحلافه وبات قطبا واحدا؟ ممَّ أنت خائف على الدوام؟ هل هي نهاية الحرب، أم هي نهاية المعركة؟
كل إجاباتي الصامتة تماثل حكمتي في السيطرة على غضبي. كل إجاباتي كانت تكرر حرف لا الناهية، ثم أقول: لا… لا … هذا ليس عدلا عند التعويم والتحنيط الموضعي لعالمي المشكل بالآهات. ابتعد عني، فلست أنانيا في إعلان الحرب الدائرية بين الخير والشر… فقد كان الأمر محتوما في أحلامي (الخضراء) … فكل ما لديه بداية لديه نهاية … ويُفترض قول شيء ما، منذ البداية الكتابة، لكني بِحِلْمِي الدائم، آمنت بالحق والعدل والحرية… ثم آمنت بالنجاة من مداومة شر حرب الطواحين الفارغة !!