آخر الأحداث

**العلاقات السامة :  تأثيرها على الصحة الشخصية**

17 نوفمبر 20236 مشاهدة
**العلاقات السامة :  تأثيرها على الصحة الشخصية**

بقلم اسية صنهاجي محب كوتش ومدربة التنمية الذاتية

الجمعة 17 نونبر 2023 – 22:21

تعتبر العلاقات الإنسانية جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، ولكن يمكن أن تكون بعض العلاقات سامة وتؤثر بشكل كبير على طاقتنا وروحنا. يتناول هذا المقال كيف يمكن أن تكون العلاقات السامة مصدرًا للاستنزاف الطاقي وكيف يؤثر ذلك على الفرد.

بدايةً، تعرف الكوتش اسية الصنهاجي على أن العلاقات السامة هي تلك التي تسبب ضررًا للأفراد بدلاً من أن تثريهم. تشمل هذه العلاقات التلاعب العاطفي، والتنمر، والتوتر المستمر. يعاني الفرد في مثل هذه العلاقات من إرهاق نفسي وعقلي يؤدي إلى استنزاف للطاقة الشخصية.

و تقول المتحدثة ذاتها أنه عندما يكون الفرد على تواصل دائم مع العلاقات السامة، يزداد مستوى التوتر ويقل الشعور بالسعادة والرضا الذاتي. يمكن أن يؤدي هذا الوضع إلى تراجع الأداء في مختلف جوانب الحياة بما في ذلك العمل والعلاقات الأخرى.للتغلب على هذا الاستنزاف الطاقي، يجب على الأفراد تحديد العلاقات السامة واتخاذ خطوات لتحسينها أو قطعها إذا كان ذلك ضروريًا. يمكن أن تتضمن هذه الخطوات تحسين التواصل، وتعزيز الحدود الشخصية، والبحث عن الدعم النفسي عند الحاجة.

علامات العلاقة السامة

تقول الكوتش اسية صنهاجي، إن العلاقات التي تنطوي على الإساءة الجسدية أو اللفظية، تصنف بالتأكيد على أنها سامة، ولكن هناك علامات أخرى أكثر دقة للعلاقة السامة، بما في ذلك:
• الشعور بالضعف والاستنزاف وزعزعة الثقة بالنفس.
• الشعور المستمر بعدم الاحترام، وعدم تلبية احتياجات الشخص.
• الشعور بحالة التأهب لأي هجوم مفاجئ.
• الشعور بالاكتئاب أو الغضب أو التعب بعد التواجد مع الشخص السام.
• بذل جهد كبير في محاولة إرضاء وإسعاد الطرف الآخر.
• تغذية المشاعر السلبية مثل القسوة والحقد والكراهية والألم.

كيف تتعامل مع السلوك السام؟

تنصح الكوتش اسية صنهاجي، بالبدء في تحديد السلوكيات التي تسبب لنا الإساءة العاطفية، مثل التعرض للغش والخداع، أو الميل لخلق الدراما أو الصراع. كما تقدم الدكتورة سوسكيند مجموعة من النصائح المفيدة، للتخلص من “السمّية” في العلاقات، مهما كان نوعها:

-لا تنجرف في واقعهم

يميل الأشخاص في العلاقة السامة إلى اعتبار أنفسهم ضحية في كل موقف، وإذا أخطأوا يلقون اللوم على شخص آخر. وقد يبدو السكوت، أو التأييد لرؤيتهم خيارا آمنا لتفادي نوبة غضب، أو حدوث خلاف؛ لكنَّ ذلك سيجعل المستمع شريكا دائما لصراعاتهم.

ومع أن الخلاف يزعجهم ويؤجج عدوانيهم، غير أنه قد يكون مفيدا، لتقليل محاولة إشراك الطرف المخالف لهم في نزاعاتهم.

-انتبه لما تشعر به

يقول بعض الأشخاص أشياء فظة لا يقصدونها؛ لكن يجب أن نتساءل عما إذا كانت الإهانات أو الأكاذيب أو أي نوع من الإساءة العاطفية واللفظية، تطغى على تعاملاتنا مع هؤلاء الأشخاص؟ مهما كانت الأسباب في الصراعات الشخصية فإنها لا تبرر الإساءة، وليس علينا قبولها.

-تذكر أنك لست مخطئًا

يتهم الأشخاص السامون من يتعاملون معهم بالمعاملة غير العادلة، أو بإساءة معاملتهم أو عدم الاهتمام باحتياجاتهم.

الأمر الذي يدفع المتهمين الى الدفاع عن أنفسهم. وبدلاً عن هذا السلوك الانفعالي، يمكن الرد بعبارة بسيطة، “أنا آسف لأنك تشعر بهذه الطريقة”، مع ترك الأمر عند هذا الحد.

-اجعل نفسك غير متاح

تقليص مقدار الوقت الذي نقضيه مع الأشخاص الذين يتصرفون بطريقة سامة، قد يكون حلا مناسبا لتوقيفهم عن محاولة استنزاف مواردنا العاطفية.

-الحدود ضرورية لحمايتك

من الصعب التعرض لملاحظات سلبية وعدوانية دون التأثر بها، لذلك يجب علينا اعادة صياغة الحدود الشخصية، بتحديد ما نريده، وما لا نسمح به أو لا نتساهل معه، ثم التعبير عن هذه الحدود بوضوح تام، والالتزام بها.

-حافظ على هدوئك

من المهم جدا التركيز على الصحة خلال العلاقة السامة، لذا يعد التنفس ببطء وعمق عند الشعور بالضيق، مع إرخاء العضلات بدلاً من شدها، مفيدا لتشتيت الانتباه عن الغضب والمشاعر السلبية، التي قد تتسرب إلى الداخل

في الختام، يجدر بالذكر أن العلاقات السامة لا تقتصر على العلاقات الشخصية بل قد تشمل العلاقات العملية أيضًا. إدراك تأثير هذه العلاقات واتخاذ الإجراءات اللازمة يمكن أن يساعد في الحفاظ على طاقة إيجابية وتحسين الجودة العامة للحياة.